قالت أوبك يوم الجمعة أن أزمة الديون الاوروبية وارتفاع سعر النفط هما أكبر التهديدات للطلب العالمي على النفط هذا العام، وأنها لا تزال تضخ أكثر من المستوى المستهدف رغم انخفاض في الانتاج الايراني. وقالت المنظمة في تقريرها الشهري عن سوق النفط أن الطلب العالمي سينمو بواقع 900 ألف برميل يوميا هذا العام دون تغيير عن توقعها في الشهر السابق، لكنها حذرت من أن وتيرة النمو في الاقتصادات المتقدمة قد تضعف الشهية العالمية للنفط. وقال التقرير الشهري للمنظمة “وتيرة النمو الضعيفة في اقتصادات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية تؤثر سلباً على الطلب على النفط وتسبب ضبابية شديدة بشأن النمو المحتمل للاستهلاك.” وأضاف التقرير “رغم أن البيانات الاقتصادية الأمريكية تشير الى تحسن الآداء إلا أن الوضع في أوروبا وارتفاع أسعار النفط خلقا عوامل ضبابية كبيرة في الطلب المستقبلي على النفط في الفترة المتبقية من العام.” وخفضت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط الشهر الماضي بسبب مخاوف من صعوبات التعافي الاقتصادي في الدول المتقدمة التي قد تمحو أثر الطلب القوي من الصين والهند. وارتفعت أسعار خام برنت أكثر من 16 بالمئة منذ بداية العام مع تصاعد التوترات بين ايران والغرب بشأن البرنامج النووي الايراني لتبلغ أعلى مستوياتها على الاطلاق باليورو عند 93 يورو للبرميل في نهاية فبراير شباط، وهو ما يسبب متاعب جديدة للمستهلكين في أوروبا الذين يعانون من ضيق ذات اليد. وفي الولاياتالمتحدة حول الحزب الجمهوري أسعار البنزين المرتفعة إلى قضية ساخنة لسباق الانتخابات الرئاسية بالنسبة للرئيس باراك أوباما. وخفضت إدارة معلومات الطاقة الامريكية إحدى المؤسسات الثلاثة التي تحظى توقعاتها بأكبر اهتمام في الصناعة توقعها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2012 بواقع 260 ألف برميل يوميا الى 1.06 مليون برميل يوميا في وقت سابق من الشهر الجاري. وتتجه الأنظار في الأسبوع المقبل إلى تقرير وكالة الطاقة الدولية التي تقدم المشورة الى 28 دولة صناعية بحثاً عن مؤشرات لضعف محتمل في الطلب. وذكرت مصادر ثانوية أنه ورغم ارتفاع أسعار النفط ارتفع انتاج أوبك بواقع 140 ألف برميل يوميا في فبراير شباط الى 30.97 مليون برميل يومياً متجاوزاً المستوى المستهدف الذي حددته لنفسها بمقدار 970 الف برميل يوميا. وهذا هو أعلى مستوى انتاج منذ نوفمبر تشرين الثاني 2008. وقالت أوبك ان الانتاج من الدول من خارج المنظمة سيزيد بواقع 600 الف برميل يوميا هذا العام بانخفاض 130 الف برميل يوميا بالمقارنة بالشهر الماضي في ما يرجع الى تعديل توقعات الإنتاج في سوريا والسودان واليمن. وإضافة إلى تعطيلات الإنتاج هذه أدى الحصار المنسق الذي فرضته قوى غربية على إيران من يونيو حزيران إلى دعم الأسعار، وهو ما تقول أوبك أنه سيدعم في نهاية الامر دول الخليج وإيران نفسها. لندن رويترز