أُدرك جيداً أن المملكة العربية السعودية لا «تمن» على أحد ولا تتحدث عن أفضالها للآخرين سواء كان للمقايضة أو المفاضلة، وكعادتها تجير المظلوم، وتؤوي «الهارب»، وتلملم جراح «المخلوع»، وتؤمِّن الطريق للمنقلَب عليه، وتعالج «المحروق والمخلوع والمفجوع». هي السعودية التي لا تحيد قيد أنملة عن نصرة مظلوم أو خدمة مسلم أو معاونة حليف جار عليه الزمان، وهو ما يتصف به قادتها الأوفياء الذين خدموا العرب والعروبة والإسلام والمسلمين. ها هي كعادتها في خدمة الإسلام والمسلمين، وبما أننا على وشك الانتهاء من أزمة اليمن والدخول إلى صنعاء، إلا أنني ألاحظ ذلك الصمت الغريب من قِبل الرئيس هادي ومستشاريه ومكتبه الصحفي الذي لم يصرِّح إلا ببيانات خجولة. الصمت المريب للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لا يشبهه صمتٌ في التاريخ، ولا أراه في المشهد فاعلاً كما يتحتم على رئيس دولة حاربت وقدَّمت المملكة لأجلها كثيراً. فمنذ بداية الحرب لا نسمع له صوتاً مجلجلاً كرئيس دولة هجَّره الحوثيون واعتقلوه وقصفوا قصره، وكأن الأمر لا يعنيه في شيء، نحن نعرف أن للسياسة أهلها ودهاليزها وتوقيتاتها وتكتيكاتها، ولكن في مثل هذا الواقع المرير الذي نمرُّ به الآن نتوقع أن يكون صوت الرئيس اليمني أعلى من صوت البندقية.