قصر النظر هو عدم قدرة عدسة العين على رؤية الأشياء القريبة بِوضوح، وهو كأي مشكلة تُصاب بِها عدسة العين يُمكن علاجها، بأن ترافق العين عدسة آخرى تُقرِّب لها الأشياء البعيدة لِتراها بِوضوح أكثر! على خِلاف بُعد النظر أو ما يُسمى بِ «مد البصر»، وهو الَّذي يُلاحظ المُصاب بِه سهولةً فِي قراءة لائحة الطريق السريع وصعوبة بالغة فِي مشاهدة شاشة التلفاز القريبة، أو قد تظهرُ له الصحيفة الورقية على شكل صورة ضبابية. نَحنُ فِي كِلتا الحالتين نبحثُ عن حل مُناسب لِنرى الأشياء بِحجمها الطبيعي، ولنتمكن مِن رؤية القريب والبعيد معاً، فليس بِمقدور الإنسان العيش وهو يقتصرُ فِي نظره على الأشياء القريبة منه بين يديه أو أسفل قدميه، ولا يملكُ نظرة كافية لما بعد غَد.. كما أنه ليسَ مِن المعقول أن نُمعن النَّظر فِي الغد وَننسى جمال شروق الشمس هذا الصَّباح. إننَّا جميعاً بِحاجة ماسة إلى الموازنة كي لا نَفقد ولا نفتقد، لا نفقد اليوم ولا نفتقد أحلامنا غداً! نَحنُ بِحاجة إلى العيش اليوم وَبِحاجة الاستعداد لمِا هو مقبل. نَحنُ بِحاجة أن نتأكد مِن سلامة نظرنا وَمن حولنا؛ وللوقوف عند العتبة المُناسبة الَّتي تمكننا مِن الرؤية بِوضوح مع أولئك الَّذين يملكون نظراً صحيحاً سليماً، وأن نُقدِّم العدسات اللاصقة لكل أولئك الَّذين يُعانون مِن ضعف بصرهم فلا يجدون فِي هذا العالم إلاَّ ما هو سلبي وسيئ ولا يتحدثون إلاَّ في الانتقادات اللاذعة والكلمات الجارحة. إلى كُل أولئك المُصابين بِقصر فِي النظر أو ضعف فِيه ؛ راجعوا الطبيب المختص.. فَنظرتكم الضيقة، القصيرة والسلبية فِي الحياة بِحاجة إلى أن تتسع، بِحاجة إلى عدسات تسمحُ لكم بِرؤية الجمال فِي النَّاس والعالم ولكل نعمةً طيبة تُحيط بِكُم. راجعوا الطبيب اليوم، فكم أخشى عليكم أن تفقدوا نظركم بِأكمله غداً! «البصر نعمة عظيمة نحمدُ الله عليها وندعوه عدم زوالها».