كل مرة كنت أزور فيها «أرامكو السعودية» وتقف سيارتي عند البوابة الرئيسية، يقوم حارس الأمن بالسؤال والتدقيق عن أحقية الزائرين لمنطقة أرامكو في الدخول، خاصة الذين لا يملكون بطاقة دخول الشركة. كنت كلما أقوم بهذه الزيارة أتمنى أن يعمل جميع العاملين في أمن المؤسسات الأخرى، بهذا المستوى من الدقة والتدريب العالي والحرفية. حارس الأمن الذي من مسؤولياته الأساسية حراسة المواقع، لا يستطيع أن يقوم بعمله بمهارة دون الحصول على التدريب اللازم، الذي يجب أن يتضمن التدريب المهني والنفسي، وللأخير أهمية كبرى، حيث إن قدرة رجل الأمن على قراءة الوجوه، واكتشاف معنى سلوكيات الأفراد، له أهمية كبرى في استدراك الخطر قبل وقوعه، وهذا السلاح الأهم . وحيث إن هؤلاء الأشخاص معرضون أكثر من غيرهم للخطر، فإن عملهم الحساس يتطلب رفع قيمة أجورهم ومنحهم الامتيازات اللازمة، كنوع من التحفيز والتقدير لمسؤولياتهم. الطريف في الموضوع أن الدول التي لايوجد بها أمن وأمان تكرس كل جهودها لإعداد رجال الأمن لديها ليؤدوا أدوارهم بكفاءة، بينما لا يحدث ذلك في بلادنا رغم ما ننعم به من أمن وأمان، أحاول أن أجد تفسيراً منطقياً لذلك، وكأننا ننتظر وقوع الخطر لنقوم برد الفعل تجاهه! في حين أننا نعلم أن الصناعة الذكية لقوة العمل تبدأ من التخطيط المسبق. ولعل ما يدعو لأخذ الأمر على محمل الجد، وجود تلك العناصر الأمنية أمام المدارس والمنشآت الخاصة أو العامة، مما يجعل أهمية التركيز على إعداد تلك الكوادر، جانباً ملزماً لجميع الدواعي الأمنية التي تتعلق بسلامة الأفراد أو الجماعات في أي مكان.