- لو بقيت تتذكر إساءة الناس لك فلن تصفو مودتك حتى لأقرب الناس إليك ولن ترتاح في أيامك ولياليك.. غُض الطرف تنعم براحة البال. كم من مصيبة صرفها الله عنك بسبب فعل خير قمت به.. إنها صنائع المعروف تقي العبد مصارع السوء.. اجعل لك معروفا لا تنقطع عنه مهما يكن السبب. – للأزواج: أيها الرجل اهتم بالمرأة تحترمك، ويا أيتها المرأة احترمي الرجل يهتم بك. – في الوقت المناسب ستأتي الأمنيات المؤجلة لترسم في قلبك فرحا ًمختوما… بقول الله «إنا وجدناه صابرا نعم العبد إنه أواب». – مهما كبرت المرأة تظل مثل الطفل يسعدها الاهتمام ويبكيها الإهمال. - حقيقة أهنئك من أعماقي على تحملك المسؤولية في هذه المرحلة العمرية، وأبارك لك الأجر والمثوبة إن شاء الله، ورزقنا الله وإياك الاحتساب، أما استشارتك ..فتعليقي عليها من وجوه: أولاً: إحساسك أخي الكريم بالخوف والرهبة على أسرتك عامة وإخوتك المراهقين خاصة وشعورك بالضيق – أحياناً – من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقك فذاك إحساس الرجال الذين يدركون حجم المسؤولية وعظم الأمانة، ورجل مثلك يدرك ذلك ويضعه دائما نصب عينيه فلا خوف عليه – بإذن الله – وليكن واثقاً أن الله الذي خلقه لن يضيعه ولن يخذله. ثانياً: لا تجعل من توقعات الآخرين وانتظارهم ونظراتهم.. سياطاً تلهب بها نفسك ..وتحملك أثقالاً إلى أثقالك.!!ولا تعتقد يا أخي أن الآخرين لا يشغلهم إلا أنت.. فلكل امرئ منهم ما يشغله.. حتى وإن انشغل بغيره بعض الوقت..!! ولذلك.. فلا تشغل نفسك بالآخرين وتوقعاتهم لما ستفعله وما ستؤديه وما ستقوله..!! بل استعن بالله.. وتوكل عليه.. واعمل ما يسعك عمله من خير ومتابعة ونصح وتوجيه.. وجد واجتهاد.. واترك ما تبقى لرب العباد فإنه لا يضيع أجر من أحسن عملاً. ثالثاً: تذكر يا أخي الكريم أننا مطالبون بالعمل الصادق والمستمر، ولسنا مسؤولين عن النتائج، فضع هذا الأمر أمام عينيك، واسأل الله الإعانة والتوفيق والسداد.. وتوكل عليه بصدق، واسأله ألا يكلك إلى نفسك طرفة عين.. وأن يُعينك ويوفقك. رابعاً: تأكد أن الظروف القاسية.. هي التي تُظهِر معادن الرجال.. وإنك بإذن الله وتوفيقه قادر على مواجهة صروف الدهر.. فأحسن النية.. وتقرب من إخوانك وأخواتك وصادقهم.. وأحسن معاملتهم تستعبد قلوبهم. وفقك الله أخي الكريم وأعانك وسدد على طريق الخير والرشاد طريقك. - هذه التصرفات الرعناء -بلا شك- هي مما يستقبح من الأعمال، ولا يقرها عقل ولا منطق، ولا يقرها الشرع بحال، إلا أني آمل منك أيها الأخ الحبيب ألا تتسرع في اتخاذ خطوة تضرك قبل أن تتحقق في كل ما ذكرت، فلا يسوغ لنا أبداً أن نتبرم أو أن نتهم أحداً بتصرف مشين ما لم تتوافر لنا البراهين الكافية في إثباته، ولم نجد لها مخرجاً من الخير، وأنت ترى أيها الأخ الحبيب أن لو أحداً من الناس اتهمك بشيء أنت منه بريء لبلغ منك الهمّ مبلغه، ولو شاعت التهمة عليك بين الناس فلا يمكن أن تصدق الناس بشيء أنت أعلم به منهم والله عز وجل يقول: «لو لا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيراً وقالوا هذا إفك مبين». كما عليك بالانشغال بالبناء وترك الهدم، والحرص على اجتماع أهله وعدم تفرقهم، ويسوؤك كل تصرف فيه تفريق وتمزيق للروابط الأسرية، فاحرص على لمّ الشمل وتقريب وجهات النظر، فإن عاقبته لك في الدنيا والآخرة. و»المؤمن كيّس فطن» أي أنه عاقل ذو بصيرة نافذة في بذل الجهد، ويفطن إلى ما غاب عن غيره، وصار يدرك خفايا الأمور حتى صار حازماً يحذر ما سيقع، فأين نحن أخي الكريم من هذا السيل من المشكلات التي جلبت للمنزل الدمار، ألا كنتم اتخذتم موقفاً مناسباً منذ البداية، أم أن عدم معرفتكم للأسباب الحقيقية للمشكلة جعلكم تفرغون جام غضبكم على من وقع في تافه الأسباب، أو كانت المشكلة الأخيرة من نصيبه، ألا شيء من التعقل في دراسة الحال. إن هذه المرأة ليست مقطوعة من شجرة، فلها أهل وأعمام وأخوال، وإن التواصل مع عقلائهم أمر مطلوب، ويضيِّق حجم النزاع، ولا أرى أن تتخذ موقفاً معهم إلا بعد التحقق من نسبة بعض تلك التصرفات إليها، حتى لا تقع في نزاعات توسع عليكم المصائب والمشكلات بسبب ظنون قد تكون غير صحيحة. أرى من الأهمية تواصلكم مع أحد أهل العلم في بلدكم، وعرض المشكلة عليه من جميع وجوهها، والاسترشاد برأيه في اتخاذ الموقف المناسب. - أقترح عليك أخي الكريم ملاحظة الجوانب التالية: 1- أن تعقد جلسات أسرية بين الفينة والأخرى مع أفراد عائلتك؛ لتوضيح مفهوم الملكية الفردية، واحترام ملكية الآخرين، وبيان الحقوق والواجبات لكل فرد من أفراد الأسرة. 2- إشباع حاجات الولد الأساسية، مع اعتماد مصروف يومي أو أسبوعي بصورة منتظمة، ومتناسبة مع مرحلته العمرية، ومتابعته للاطمئنان على حسن إنفاقه لهذا المصروف. 3- تجنب وبصورة تامة المفردات السلبية، والعقوبة البدنية، وخصوصاً بحضرة إخوته أو أصحابه، فإن لهذين العاملين أثراً مدمراً لنفسية الولد، واستقراره الأسري والاجتماعي. 4- ينبغي بيان الحكم الشرعي للاعتداء على ممتلكات الآخرين، وعقوبة من اعتدى على حقوق غيره، وفضل الأمانة والثناء على صاحبها، مع عرض صور مشرقة لأمانة السلف الصالح؛ فالتربية بالقدوة، وبالصور المتميزة في تاريخنا المشرق، مع ربط ذلك إيمانياً، من أفضل طرق التربية، مع أهمية التوثق من حسن اختيارهم لأصحابهم، فكل قرين بالمقارن يقتدي. وأما وصيتي إليك بشأن ابنك: اذهب إليه، خذه إلى حضنك، أَفِضْ عليه من عبارات الحب، أشبعه من عاطفة الأبوة الصادقة، أكِّد ثقتك به، ورغبتك أن تراه في أحسن حال، وامهر ذلك بدعوته لجولة قريبة تختصَّان بها أنتما فقط، اخرج معه، حَدِّثه حديث الأب الحاني لأكبر أبنائه، اذكر له كم كنت مهموماً لشعورك بهمومه، وضِّح له أنه أغلى أحبابك، تكلَّم معه بهدوء، بَيِّن له أن للآخرين حقوقاً وممتلكات لا يجوز التطاول عليها، وأن الله ذمَّ من يتطاول على حقوق غيره، بل وجعل المحافظة على حقوق الآخرين من صفات المؤمنين، وذكِّره أن الله مُطَّلع على أعماله، ومحاسبه عليها، ثم توثَّق من كفاية المصروف المخصص له، وأنه لا توجد احتياجات يراها مهمة لم تُؤمَّن له. قدم هدية مناسبة له، مثلاً عند التفوق، أو عند إنجازه عملاً ما، واذكر له أن هذه الهدية لتأكيد العلاقة المباشرة الوثيقة بينك وبينه، وأنه إذا كانت له حاجة إلى أمر، فليهرع إليك، فلتتشاوران بشأنها. اطوِ الصفحة السابقة من ذاكرتك وذاكرة الأسرة، ولتخلع عليه منصب (مستشار الأسرة)، أو أي منصب آخر مناسب، واجعل له في حياتكم الأسرية من منصبه نصيباً. وفقك الله لكل خير، وبارك لك سِنِي حياتك، وأقرَّ عينك بصلاح ذريتك. - أنت تسيرين في خط التغيير، لكن إلى أين؟ هذا هو المهم، والجميل أنك لم ترضي بوضعك، وتحركتِ وتغيرتِ لكن عليك أن تقودي هذا التغيير لا أن يقودك هو. واضح جداً أنك تعيشين في حالة تخبط داخلي وعدم استقرار، وهو ما ظهر من عباراتك وتعبيرك بكلمة صراع، وهذا أمر طبيعي بالنظر لوضع التغيير الذي تعيشينه. فما بقي من ترسبات الماضي مع تجديدات الحاضر أمر يسبب لك نوعًا من التلف، ثقي أنها مسألة وقت وهدوء واستعانة بالله، وتتضح بعدها لك الصورة. في بدايات طريق الاستقامة يحاضر الإنسان خليط من المشاعر بين خوف وتأنيب ضمير وشعور بالحزن العميق قد يصل إلى شعور باليأس في حالة عدم الثبات والاستسلام، أو فهم الاستقامة فهماً خاطئاً.. أنتِ تحتاجين -يا أخية- أن تخففي من مشاعر الخوف وتأنيب الضمير بحسن الظن بالله أنه سيعينك ويوفقك لما يحبه ويرضاه، اسأليه ذلك بإلحاح. تحتاجين كذلك أن تتدرجي في هذا الطريق، وأن تدركي أن الأمر فيه سعة، فلا يعني أن حالك مسبقاً وحال أهلك أنه عالم منفصل تماماً، وما تطمحين للوصول إليه عالم آخر، كلاهما واقع تعيشينه لكن الاختلاف في شخصيتك وإدراكك الآن، الاستقامة –يا أخية- تعني أن نتقبل الآخرين ونعاملهم بأخلاقنا التي تسمو باستقامتنا واتباعنا لهدي نبينا –عليه الصلاة والسلام- في ذلك، قد تحتاجين بعد أن يستقر وضعك أن تجتهدي وتكثفي من عطائك لكسب من حولك والتأثير فيهم. * اعكسي استقامتك بصورة حسنة، فالاستقامة ليست انطواء وعزلة وحزناً، الاستقامة نور وراحة وبهجة وحسن خلق، ولا أرى تعارضاً بين أن تجدي سلوتك في العزلة، وبين أن تخالطي أهلك وأقاربك، فكلاهما بابان عظيمان للأجر، وبإمكانك أن تخصصي لعزلتك وقتاً مناسباً تغذين فيه روحك، ووقتاً آخر لأقاربك وأهلك تحتسبين فيه الأجر، فلا يخلو الحديث من وجود فرصة أن تذكري فائدة أو تأمري بمعروف أو تنهي عن منكر، كذلك نية جلوسك صلة رحم أو إدخال سرور على قلب مسلم، وكلها من أعظم القربات. * الإيمان حياة -يا أخية-، والحياة في الإيمان، ولا استقرار في العيش ولا حلاوة إلا بذلك، فقط عليك –الآن- بأن تدعمي نفسك بصحبة صالحة لها نصيب من وقتك؛ حتى تساعدك على السير برشد ودراية وتستقر بها مشاعرك. ونصيحتي: عليك بالعلم الشرعي؛ فهو نور لك وللآخرين من حولك بإذن الله.