شهر ونيّف ويعود ما يزيد على 5 ملايين ونصف المليون طالب وطالبة لمقاعد الدراسة، كما يباشر ما يزيد عن 527 ألف معلم التدريس في ما يزيد عن 35.500 مدرسة حكومية متوزعة على كافة محافظات وقرى وهجر المملكة العربية السعودية. وقد توالى على مقعد وزارة التعليم عدد من الوزراء خلال السنوات الثلاث الماضية آخرهم الوزير الحالي الدكتور أحمد العيسى صاحب الخبرة التعليمية الجيدة، والرؤية المتقدمة في المناهج والتعليم وذلك من خلال ما طرحه سابقاً من كتب تلامس واقع التعليم في المملكة. إن البيئة التعليمية في المملكة بيئة خصبة وحقل للتجريب والمناهج التعليمية، فقد تم تطوير المناهج خلال السنوات العشر الماضية ما يزيد عن ثلاث مرات، كما أنها تخضع بشكل دائم للمراجعة والتطوير حسب البيئة التعليمية العالمية الجديدة، وقد تطورت تلك المناهج بما يلامس الواقع الحالي في التعليم الحواري والابتعاد عن التلقيني، كما أدخلت تجارب اختبارات القياس على مراحل التعليم الثانوي منذ بدايته كي يبدأ الطالب في تطبيق العلوم التي استطاع الحصول عليها خلال فترته الدراسية، وإخضاعه لاختبارات تستطيع الوزارة من خلالها قياس أداء الحالة التعليمية، وقد لوحظ بأن هناك تراجعاً كبيراً في كثير من المدارس وحصول عدد بسيط جدّاً من المدارس الحكومية على ذلك التطوير ومواكبة المنهج، وهذا ما يعني بأن هناك من استطاع التأقلم مع البيئة الجديدة وهناك من لم يستطع مواكبة هذه النقلات السريعة، وهذا ما يعني ضرورة وضع جميع المدارس تحت مجهر المراقبة الحقيقية في التعليم، حيث إن كثيراً من مدارس المناطق النائية بعيدة كل البعد عن البيئة التعليمية المتطورة، وذلك من حيث المبنى المدرسي والتجهيزات التعليمية، وصولاً للمعلم الذي مازال يعيش في رؤيته القديمة ويمارس التعليم التلقيني بعيداً عن الحالة الحوارية، لذا يجب التركيز على تلك المناطق ومراقبة جودة التعليم فيها، كي لا يتكئ المعلم فيها على رؤيته القديمة ويترك العلوم التقنية ويركز على العلوم الشرعية فقط، وذلك كي لا نعيد إنتاج طلاب غير مهيئين لرؤية 2030 التي تطرحها المملكة خلال المرحلة المقبلة. أصبح لزاماً علينا اليوم التركيز على أداء التعليم أكثر من التركيز على المناهج الدراسية التي تم تطويرها وأصبحت أكثر مرونة في تناولها الحواري وليس التلقيني، لذا يصبح تطوير المعلم في المناطق النائية أكثر ضرورة أمام وزارة التربية من المناطق الحضرية، التي أصبحت المدارس فيها تنافس القطاع الخاص في التعليم، والحصول على مراتب متقدمة في اختبارات القياس والأداء المميز.