لا غرابة أن يشتكي المواطن من سوء بعض الخدمات ورداءة جودتها، وأن يتذمر من عدم توافق مستوى الخدمة مع الرسوم التي يدفعها، لكن الأمر الغريب؛ أن يُجبر على دفع رسومٍ باهظة لخدمةٍ (غير موجودة) – أصلاً – على أرض الواقع، ولا يمكنه الاستفادة منها، لعدم توفرها، إلا على الأوراق، وليس له سوى تخيلها، أو تصورها في المنامات والأحلام..! أعجوبة (ادفع بلا خدمة)؛ حدثت فعلاً لا وهماً، في «محافظة العقيق بالباحة»، حيث اشترطت بعض الجهات الحكومية، كالجوازات، ومكتب العمل، على جميع المؤسسات الخاصة، الفردية وما سواها، وجميع أصحاب المحلات التجارية، الاشتراك في خدمة البريد (واصل)، للاستفادة من خدمات تلك الجهات، واستلام الإرساليات (بريدياً)، على افتراض تقديم الخدمة من قِبل (مؤسسة البريد السعودي)، لكن المفارقة الغريبة أن البريد لم يوفر (خدمة واصل) في المحافظة، حتى لحظة كتابة هذا المقال، بينما لا يزال أولئك المواطنون، يدفعون رسوم اشتراكٍ سنوية تصل إلى (500) ريال، مقابل خدمةٍ لم تصلهم حتى الآن..! والأغرب من ذلك كله، أن يضطر دافعو رسوم خدمة «واصل الوهمية»، لتحمل مشقة مراجعة مكتب البريد الرئيس بالمنطقة، الذي يقع بعيداً عن المحافظة، لاستلام معاملاتهم وإرسالياتهم، بعدما اعتذر «مكتب العقيق» عن خدمتهم، وزيادةً في «ترفيههم» يتم «تدفيعهم» رسوماً عن كل إرساليةٍ قبل استلامها، علاوةً على الرسوم السنوية، لتتضاعف معاناتهم، فلا هم الذين استفادوا من الخدمة كما يجب أن تكون، ولا سلموا من المشقة والرسوم..!