تعد صناعة السفن الخشبية من الصناعات التي اشتهرت بها دول الخليج العربي لما تشكله من تراث يفتخر به أبناء الخليج، حيث ارتبط التراث قديماً لأهل الخليج بالبحر وصيد السمك واللؤلؤ، ولكن مع مرور الزمن اندثرت هذه الصناعة لتتحول إلى صناعة سفن الهدايا التذكارية التي يتبادلها الأجيال كتعبير عن تراث أجدادهم في الماضي، ووضع بعضها في المتاحف بعد أن تحول من توارث مهنة صناعتها من الأجيال إلى حرفيين يتقنون هذه المهنة. وشارك في الخيمة التراثية بمهرجان صيف الشرقية 37 الذي تنظمه أمانة المنطقة في الواجهة البحرية بالدمام، عديد من الحرفيين المهرة في مجالات عدة ارتبطت بالماضي والتراث القديم من خلال صناعة السفن وشباك الصيد ونواخذة صيد اللؤلؤ. ويقول صانع السفن مطر الداريني إنه ورث صناعة السفن من جده عندما كان يصنع السفن الكبيرة، وفي أوقات الفراغ كان يصنع السفن الصغيرة كذكرى توضع في الديوانيات وتقدم كهدايا للبحارة الخليجين حيث كانت دارين كميناء ومركز للبحارة قديماً، يمكثون فيها بعض الوقت للتزود بالمؤن والزاد والوقود قبل عودتهم إلى ديارهم. مبيناً أن إقبال الناس على اقتناء السفن الخشبية المصغرة يحظى باهتمام كبير، حيث تستخدم هذه السفن في تزيين المنازل والمكاتب وتضيف إليها شيئاً من الماضي. وذكر أن صناعة السفن الصغيرة يدوياً كادت أن تندثر بعد تعرضها لمنافسة من بعض المنتجات الصناعية الرخيصة من دول عدة، إلا أن الجودة واستخدام الأخشاب الأصلية في هذه الصناعة ساهمت في البقاء على رونقها التراثي، حيث إن السفن اليدوية تصل أوزانها إلى 40 كيلو، ويستخدم فيها الخشب الأصلي وتستغرق 10 أيام في نحتها، مشيراً إلى أن أسعارها تتراوح بين 3000 إلى 5000 ريال للسفينة الواحدة حسب الحجم.