شارك في مهرجان صيف الشرقية ال37 المقام حالياً في الواجهة البحرية بالدمام والذي تنظمه أمانة المنطقة الشرقية العديد من الحرفيين المهرة في مجالات عدة ارتبطت بالماضي والتراث القديم من خلال صناعة السفن وشباك الصيد ونواخذة صيد اللؤلؤ. وتعد صناعة السفن الخشبية من الصناعات التي اشتهرت بها دول الخليج العربي، لما تشكله من تراث يفتخر به أبناء الخليج، إذ ارتبط التراث قديماً لأهل الخليج العربي بالبحر وصيد السمك واللؤلؤ. ومع مرور الزمن اندثرت هذه الصناعة لتتحول إلى صناعة سفن الهدايا التذكارية التي يتبادلها الأجيال، تعبيراً عن تراث أجدادهم، ووضع بعضها في المتاحف بعد أن تحول من توارث مهنة صناعتها من الأجيال إلى حرفيين يتقنون هذه المهنة. ويقول صانع السفن مطر الداريني إنه ورث صناعة السفن من جده عندما كان يصنع السفن الكبيرة، وفي أوقات الفراغ كان يصنع السفن الصغيرة، ذكرى توضع في الديوانيات وتقدم هدايا للبحارة من الإمارات وعُمان وقطر والكويت والبحرين، إذ كانت دارين ميناء ومركزاً للبحارة قديماً، يمكثون فيها بعض الوقت للتزود بالمؤن والزاد والوقود قبل عودتهم إلى ديارهم. وأوضح أنه عمل في هذه المهنة أكثر من 30 سنة، وشارك في مناسبات ومهرجانات تراثية عدة، أسهم من خلالها في صناعة منتج من وحي التراث والأصالة ونقل المهنة إلى الأجيال الجديدة، مبيناً أن إقبال الناس على اقتناء السفن الخشبية المصغرة يحظى باهتمام كبير، إذ تستخدم هذه السفن في تزيين المنازل والمكاتب وتضيف إليها شيئاً من عبق الماضي. ونوه الداريني إلى أن صناعة السفن الصغيرة يدوياً كادت أن تندثر، بعد تعرضها لمنافسة من بعض المنتجات الصناعية الرخيصة من دول عدة، إلا أن الجودة واستخدام الأخشاب الأصلية في هذه الصناعة أسهمت في البقاء على رونقها التراثي، لافتاً إلى أن السفن اليدوية تصل أوزانها إلى 40 كيلو، ويستخدم فيها الخشب الأصلي وتستغرق 10 أيام في نحتها. فيما أشار إلى أن أسعارها تراوح بين 3 و5 آلاف ريال للسفينة الواحدة بحسب الحجم، معبّراً عن اعتزازه بحرفة صناعة السفن الصغيرة، لما لها من ذكرى بالماضي الجميل الذي يرمز إلى الحضارة التي بناها آباؤه وأجداده على ساحل الخليج العربي. ولفت الداريني إلى أن مراحل بناء السفن الصغيرة تتطلب دقة عالية وتركيزاً، يبدأ بانتقاء الأخشاب بحسب الحجم، ثم نحتها من الخارج لتشكّل جسم السفينة، وتكون مقدمة السفينة زاوية حادة، بعد ذلك نقوم بعمل مقاسات مرافق السفينة من الداخل والتي تختلف بحسب نوعها، ثم إضافة الأعمدة والأشرعة وزخرفتها وصبغها لتبدو بصورة جميلة.