في أحد الأيام قرأت كتاباً أعتبره من أكثر الكتب إبداعاً في مجال تطوير الذات، تحدث فيه الكاتب عن أهمية وضوح الهدف والرؤية التي نسعى للوصول إليها والعمل بأقصى جهد ممكن حتى بلوغها. ذكر أيضاً أمراً جميلاً جداً يحمل رسالة عظيمة وهو أن الخط الذي يفصلنا عن الوصول إلى الهدف والاستمتاع بلذة النجاح محفوف بالخوف، القلق والدموع أحياناً. المقصود من ذلك أنه حتى ننجح ونصل إلى ما نصبو إليه لابد أن نشعر بجرعة قد لا تكون بسيطة من الخوف ثم نجتازه لنصل. إذاً عزيزي القارئ من الطبيعي جداً أن نشعر بالخوف بين الحين والآخر، وذلك لأن الإنجاز والإبداع يعني الخروج من منطقة الراحة والمحصلة الشعور بالخوف من غرابة التجربة، الغوص في المجهول إلى حد ما وعدم ضمان النتائج. لا تتوقع طريقاً سوياً من غير خوف وقلق، فكل ذلك يعتبر أحد متطلبات النجاح الضرورية، بل تأكد أن كل ذلك الخوف إنما هو ما يدفع بنا لحافة الإبداع. أجزم لك أننا نستطيع أن ننجز ما نود، ولكن لتعلم ليس كل منجز مبدع. في المرة المقبلة التي تشعر بها بذلك الخوف والقلق الشديد المصاحب للشروع في تجربة ومغامرة جديدة، تقبل ذلك واحترم شعورك حينها ثم اندفع وبقوة من دون أي تردد في اتجاه ذلك الخوف، وحذاري أن تهرع في الاتجاه المعاكس. تلك هي الحقيقة الأولى أما الأخرى، فعليك الاعتراف دائماً بمشاعرك بالأخص لذاتك، ولابد أن تحترم مشاعرك بغض النظر عن طبيعتها، وعليك أن تبتعد عن التجاهل. كثير منا يدخل في دائرة النكران للذات والتجاهل الدائم التي تجرنا إلى الأسفل. فور اعترافك بذلك عليك أن تتعامل مع مشاعرك بحذر، وأن لا تدعها تتغلب عليك (فرح، حزن، غضب) وغير ذلك، حتى لا تصاب بالشلل في أفكارك، وفي نفس الوقت لا تتمرد كثيرا عليها فتتراكم وتنفجر لاحقا مسببة أضراراً هائلة. اضبط مشاعرك بينك وبين ذاتك مستعيناً بالأقرب إليك في حال احتجت لذلك. في الخلاصة، من الطبيعي جدا أن نتعب، نخاف ونقلق ونحن في مهمة إنجاز أهدافنا بإبداع، اعترف بمشاعرك، احترمها، اضبطها جيدا وانطلق. من يقول لك لا، لا تخف، قل له بل نحتاج كثيراً من جرعات الخوف الطبيعي حتى نصل إلى حافة الإبداع ونفجر كافة طاقاتنا وإمكاناتنا ونصل إلى أبعد مما نتصور في يوم من الأيام.