القيود تشعر المقيَّد بالاختناق، فمن الصعب أن تتقيد انصياعا لمشاعر الآخرين، في حين أن الآخرين لا يتجاهلون تلك المشاعر تجاهك وتتألم من حديثهم، ناهيك بصحتك النفسية. إن من السيئ جدا أن تكبت غضبك كان أو ألمك، حزنك أو حتى وجهة نظر مخالفة للآخرين؛ فإن ذلك الكبت سيؤثر في صحتك بعد تحطيمه العامل النفسي. وسيبقى الأنا في صراع نفسي مولِّد للقلق داخل النفس البشرية. ولكن، لا بد أن تسأل نفسك: هل أنت تكبت كي لا تضايق الآخرين أو كي لا تضايق نفسك؟! إذا كان الخيار الأول، فإن من الواضح أنك تتجاهل نفسك وتفقدها قيمتها، فهذا غلط مما لا شك فيه؛ لأن نفسك لها حق عليك. وإذا كان الخيار الثاني، فإنك ضايقت شخصك وإن زعمت أنك لم تفعل. أن يحرق الآخرون مشاعرك، خير من أن تحرقها أنت، عفوا أنت شخص جبان لأنك تخشى رد فعل الآخرين تجاهك ولا تخشى أن تضايق نفسك بهذا الكبت، كما أنك إنسان غير صريح، لا تنفض داخلك مما فيه ولا تأبه له. كن شجاعا وأطلق عنان القيود داخلك ما دامت مقيدة بثقافة الاحترام، فإذا كانت متبلورة حول الاحترام فليس خطأ في كبتها؛ لأن الكبت هو خطؤها. قيمة نفسك أنت من يجب أن تلمسها وليس الآخرين، فإن كنت لا تعرف قيمة نفسك فلن يلمسها الآخرون. الكبت هو خدعة فحسب يلجأ إليها الإنسان لإخفاء مشاعر، أو انفعالات خوفا من رد فعل مؤلم من الأطراف الأخرى. الكبت سيولد القلق، ومن ثم سيولد القلق الصراع النفسي. حين يترجم عقلك الباطن على ما اعتاد لسانك ترديده لشخصك ستصاب شخصيتك بالوهن؛ لأن الأنا الذي منعك سيقتلك، لذا لا بد أن تتخذ قرارا، فالكبت ما هو إلا قيود تمنع مشاعرك وانفعالاتك عن الخروج للمحيط الخارجي، وقد تكون هذه المشاعر في أمسّ الحاجة للنضوج حين تفيض الردود عليها أو قد تسبب نضوجا لآراء الآخرين فلا تبخل في كلتا الحالتين. فلا داعي أن تُكْبَت ما دمت متخذا من الإسلام أخلاقك، كن فعّالا مع نفسك، مشاعرك وتصرفاتك، فالكبت يقيد شخصيتك وربما يضعفها حتى تصاب بالوفاة، فحينها لن يحيى داخلك سوى الإحباط والقلق لأنك كنت السبب الوحيد في قتل نفسك ودفنها داخلك. فقط تذكر أن نفسك لها حق عليك؛ من هنا قف واتخذ موقفا؛ إما أن تقتل شخصيتك وفي داخلك تدفنها، وإما أن تطلقها لتدب في الحياة وتساهم في النضج سواء لها أو لغيرها.. رابط الخبر بصحيفة الوئام: لنتخذ قرارا