اتخذ المواطن محمد الطرموخ المصاب ب»السرطان» من الصحراء سكنا له، على بعد عشرين كيلومتراً من الرياض، بعد أن عجز في الحصول على سرير بالمستشفيات الحكومية المختصة لعلاج مثل حالته، وكان الطرموخ قد فقد زوجته قبل أكثر من شهر متأثرة بنفس المرض. وأوضح الطرموخ ل»الشرق»، أنه تعب من طرق أبواب مكاتب الوزارة، وقال: «حملت أمراً بخطاب رقم 8755/7/س تاريخ 5/4/1423ه، يطلب من الوزارة علاجي داخل المملكة أو خارجها على نفقة الدولة، والجميل في حالتي أن أبواب ولاة الأمر كانت مفتوحة أمامي واستمعوا لحالتي بكل اهتمام وتعاطفوا معي وأمروا بعلاجي، لكني حرمت من فرصة تلقي العلاج من سرطان الفك العلوي للفم، وأخبرني الطبيب أن الحالة في طريقها للتطور وستؤثر على عيني ومعها سأفقد البصر، وقد سبقتني لذلك زوجتي يرحمها الله، وبعد رحيلها فقدت الأمل، واتخذت من الصحراء سكناً بعيداً عن قسوة بعض المسؤولين». وواصل الطرموخ سرد تفاصيل معاناته، وقال: «تقدمت بخطاب الأمر السامي لمدير شؤون المرضى، حيث كان جالساً معه مدير الهيئات الطبية، فما كان منه إلا أن قال لي حرفياً لقد منحناك مالاً وهذا يكفي، فأخبرته أنني لم أتقاض شيئاً، وربما يكون شخصا آخر، فأعاد عليَّ نفس الكلام، وطالبته بإيصال أو سند يثبت صحة كلامه فطردني، فاستهجنت عليه ما فعل، وأخبرته أننا في وزارة، وهو مقر حكومي يجب على أفراده خدمة المواطنين، حينها طردني وطلب من السيكيورتي إخراجي». وتحدث الطرموخ عن مشاقه في طلب العلاج، وأوضح: «بحثت عن طريقة أقابل بها الوزير، وفي كل مرة يخبروني أنه في اجتماع داخلي أو خارجي، ولم أتوقف عن المحاولة وعملت على استغلال فرصة عيد الأضحى، ودخلت مع المعايدين على الوزير، وأثناء السلام عليه سلمته صورة الخطاب ووعدني خيراً، إلا أنه لم يحصل»، وأضاف: «حاولت مرة أخرى مستغلاً مؤتمراً صحفياً للوزير، تحدثت له واستمع لي أمام الجميع ووعدني كالمرة السابقة، لكني لم أحصل حتى الآن على علاج لمرضي، علماً بأنني أحضر من مدينة بعيدة والإقامة الطويلة في الرياض تكلفني، وحالتي تزداد سوءاً، والألم لا يرحمني».