ننعت بعض الأشخاص بعدم القدرة على الفهم أو الغباء، وهي صفة قد يعتقدها كثيرون موروثة أو أصيلة في شخص الإنسان، بينما نقص الذكاء وراءه عوامل كثيرة (بالطبع إن لم يكن هناك سبب مرضي). فلا يوجد إنسان غبي بالفطرة بل يوجد إنسان أهملت أسرته تهذيب فكره وسلوكه. يوجد إنسان تم طحنه بالتعليقات الساخرة على كل مايحاول القيام به، فتنحسر شجاعته ويعتقد بأنه غير صالح لعمل شيء، يوجد إنسان قتله خوفه من اللوم الدائم على أي خطأ. يوجد إنسان لم يتعلم سوى أن ينظر تحت قدميه ولم يعلمه أحد التخطيط لحياته، كون بعض الأسر تظن أن إعطاء الطفل كل مايشتهي نوع من المحبة دون إدخاله في أي تجارب حياتية يتعلم منها. يوجد إنسان ليس لديه القدرة على حل المشكلات أو إيجاد الحلول لأنه لم يتلق تدريباً على ذلك. يوجد من هو مفرط في الإسراف لكونه لم يتعلم بأن الحكمة في اختيار مواطن الصرف وكمه وأوقاته. يوجد إنسان لم تشتعل فيه شرارة الطموح بل اكتفى بما يتلقاه من الحياة، بمعنى أن قدرته على نفع الآخرين معدومة. يوجد إنسان لايتعدى عتبة (ماذا لو…). وغيرها كثير من الأمثلة التي توقف سير ماكينة الدماغ، وبالتالي فإن كل تلك المساحات الفارغة تخفق في صنع إنسان ذكي، فتخيل ماذا يحدث إن توفرت.