قد لا يكون مستغربا لو نمى لعلمك أن ثلث سكان (زيمبابوي) يلتحفون الكراتين كمساكن.. وقد لا تندهش كثيرا لو علمت أن أغلب سكان (مالاوي) أو «توغو» يعيشون في عشوائيات تفتقر لأدنى ضروريات العيش وربما تستوعب أن داء الإيدز يفتك بمئات الآلاف في (سيراليون) وإدمان المخدرات استشرى في بوروندي والكونغو بوصفها دولاً مصنفة كأفقر دول العالم.. لكن ماذا لو تأكدت يقينا بأن كل تلك المآسي وأعلى درجات البؤس والفاقة مجتمعة (استوطنت) إيران.. ففي شوارع العاصمة طهران وحدها يعيش في الكراتين 15 ألف مشرد يموت أغلبهم برداً وجوعاً. وفي السياق أعلن وزير الداخلية الإيراني عبدالرضا فضلي أمام البرلمان الإيراني أن عدد سكان العشوائيات في إيران يصل إلى 11 مليون شخص، كما يبلغ عدد المصابين بالإيدز 90 ألف شخص حسب وزارة الصحة الإيرانية ومابين كل 12 شخصا في إيران يوجد شخص مدمن على المخدرات، إذ يبلغ عدد المدمنين ستة ملايين شخص وفقا لما نشرته صحيفة (فاينانشال تايمز)، جدير بالذكر أن ثالوث (المخدرات الإيدز الفقر المدقع) يفضي لتفشي الجرائم بأشكالها وتضاعيفها، الأمر الذي ينبئ بكوارث إنسانية وشيكة.. المؤسف حقا أن ملالي إيران رغم ماتسببوا من ويلات لجهة الشعب الإيراني صادروا حقه في الصراخ واستكثروا عليه أنين الألم، فالقمع والإعدامات الحل الأمثل لهذه الزمرة لدرجة لم يعد حلم الشعب الإيراني الرفاه ورغد العيش، وهو الذي تتوسد أراضيه وترقد في شواطئه مناجم من الثروات، فأضحى أقصى طموحه الفرار من جحيم الملالي أو الانعتاق من ضروب البطش والتنكيل.. السؤال ماذا ينتظر المجتمع الدولي والمنظمات العالمية للصحة وحقوق الإنسان.. فأقله مواصلة دعم المعارضة الإيرانية وتمكينها من إسقاط نظام الملالي، فالشعب الإيراني رهن هذه الاستجابة المشروعة والملحة.