تعد المخدرات أحدى أهم الطرق الممنهجة لسياسية إيران ضد الشعوب غير الفارسية، فهي تسعى لضرب إرادة الشعوب الواقعة تحت احتلالها بشتى الطرق بغية سلب حريتها وحقها في تقرير مصيرها. ولم يكتفِ نظام ملالي طهران الذي وصل إلى سدة حكم طهران بالحديد والنار وقمع واضطهاد الشعوب الواقعة تحت احتلاله، بل وصل بها الأمر إلى تدميرهم بطرق مدروسة للقضاء على أي جيل جديد قادم بأن يقع تحت طائلة إدمان المخدرات والضياع. وقال ل"الرياض" القيادي في حركة النضال العربي لتحرير الأحواز طارق الكعبي "بأن اعتراف وكالات فارسية متعددة كوكالة إيرنا شبه الرسمية بتفاقم الأزمة وانتشارها بشكل مرعب بين فئة الشباب ما بين عمر 25 إلى 30 على وجه الخصوص". وبين بأن تصريح مساعد مدير دائرة مكافحة المخدرات السيد نجيب حسيني لوكالة إيرنا للأنباء أن إدمان المخدرات هو السبب الرئيسي الثاني للوفاة في إيران؛ حيث إن عدد ثمان أشخاص يلقون حتفهم بشكل يومي جراء تعاطي المخدرات. وأضاف بأن ناشطين مستقلين إيرانيين يؤكدون بأن نسبة الوفيات الناتجة عن تعاطي المخدرات أعلى بكثير من الإحصائيات الرسمية للحكومة الفارسية، كما بين العديد من المسؤولين الفرس بأن هذه الأزمة باتت تأخذ منحنى خطيرا، وعزوا ذلك بأن أغلب المدمنين بدؤوا يتجهون نحو المخدرات الصناعية أو الخطيرة مثل الكوكايين والهيروين. وذكر بأن وكالة إيرنا أوضحت بأن الفئة العمرية للمتعاطين في انخفاض مستمر، حيث إن المخدرات بدأت بالانتشار بين أواسط المراهقين تحت سن الثامن عشرة، والنساء في الأعوام القليلة الماضية. وأضاف بأن عدة مصادر أحوازية أكدت بأن انتشار المخدرات يعود إلى أسباب متعددة، منها الأسعار الزهيدة وتوفرها في أغلب المناطق والمدن الأحوازية، ومشاكل الفقر والبطالة المتفشية بشكل كبير بين أوساط الشعوب غير الفارسية عامة والشعب الأحوازي خاصة. وأوضح الكعبي بأن مدير الطب العدلي في شمال الأحواز سيد فرزاد حسيني قال "إن عدد الوفيات الناتجة عن تعاطي المخدرات قد ارتفع بنسبة 100% في الأحواز المحتلة، ولقي العديد من المواطنين الأحوازيين حتفهم لهذا السبب في سبتمبر العام الماضي، إضافة إلى وفاة 41 شخصا آخر خلال أربعة أشهر من نفس العام". وأكد بأن الوضع خطير بعد اعتراف رئيس دائرة الصحة للأمراض الوبائية لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الرسمي للدولة الفارسية بأن الدائرة سجلت أكثر من 29 ألف مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية الإيدز بين طلاب الجامعات لأسباب عدة أهمها تفشي المخدرات بين هذه الفئة، كما أن محمد مهدي كويا أوضح أن انتشار هذا المرض بين أوساط الشباب وعلى وجه الخصوص طلاب الجامعات، ينذر بكارثة خطيرة تهدد مستقبل البلاد، ذلك أنهم يشكلون جزءا أساسيا من المجتمع في إيران، كما أن مستقبل الدولة يعتمد على هذا الجيل. و لم يكتفِ كويا بذلك بل دعا الدولة الفارسية إلى محاربة هذا المرض المتفشي بين أوساط هذه الفئة، خاصة أن وزارة الصحة الإيرانية قد سجلت 50 إلى 60 ألف حالة إصابة بهذا المرض المعدي في عموم إيران، وزاد الكعبي بأن التقارير الواردة من الأحواز المحتلة تفيد بأن الدولة الفارسية تمتنع عن إصدار عقوبات صارمة بحق حيازة أو تجارة المخدرات، أن لم تكن تساهم في انتشارها بين أوساط الشباب، كما أنها تتجاهل الأصوات المنددة بهذه السياسية التعسفية والإهمال المتعمد لمسؤولي الدولة الفارسية في الأعوام القليلة الماضية، مما دفع ناشطين أحوازيين بفتح مستوصفات شخصية لمعالجة المدمنين، وأفاد بأن هذه المستوصفات الشخصية تستمر فيها فترة العلاج من شهر إلى أربعة أشهر مقابل 20 مليون ريال إيراني أي ما يقارب 600 دولار، وجميع هذه المستوصفات أطلقت بإمكانيات ذاتية محدودة من قبل بعض الشباب الأحوازي الواعي لمواجهة سياسة الاحتلال، وضد استهداف الشباب الأحوازي لضرب الحراك الثوري الأحوازي.