الأقارب هم حبايبنا ممن تربطنا بهم علاقة نسب أو رحم من طرفي الرجل والمرأة من ناحية الأب والأم. ومعنى صلة الرحم: الإحسان إلى الأقارب في القول والفعل، ويدخل في ذلك زيارتهم، وتفقد أحوالهم، والسؤال عنهم، ومساعدة المحتاج منهم، والسعي في مصالحهم. وقد كثر الحديث حول الأقارب وكثر الجدل حول مشكلاتهم، كثير ممن لحقه الأذى من أقاربه يردد المثل الدارج (الأقارب عقارب) مع أن ديننا الحنيف يأمرنا بصلة الرحم قال تعالى (وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ، إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) الأنفال، وفي الحديث الشريف عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليصل رحمه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت.. وروى البخاري عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الرحم متعلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله. رواه مسلم وقال الخليفة الرابع علي بن أبي طالب رضي الله عنه «يَنبغي لذوي القرابة أَنْ يَتزَاوَروا ولَا يَتجَاوَروا..!» وهو يطلب من الأقارب أن يبتعدوا عن بعضهم ويتزاوروا لما قد يحدث بينهم إذا تجاوروا من الخلافات التي تكدر صفو العائلة وقد ذهب كثير من الفلاسفة للتزاور بدل التجاور ولكننا نُبقي على أن صلة الرحم أمر بها ديننا الحنيف ويجب علينا الصبر على أذى الأقارب ومساعدتهم إرضاء لرب العزة والجلال وطاعة لخير البشر نبينا وحبيبنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، والأقارب ليسوا عقارب إلا إذا ابتعدوا عن الدين الحنيف وعن صلة الرحم وهناك من يلجأ لمثل هذه الأمثال ليبتعد عن أقاربه وهو أمر مرفوض ولا يجوز.