تحدثت في مقال سابق عن إدارة الأخطاء أما اليوم فسأركز على التخلص من العيوب ومن صفاتها التكرار بحيث تلحق الأذى بصاحبها. فنحن لا نصرف وقتا كافيا في إبصار عيوبنا ومحاولة تصحيحها لأن بعضنا قد لا يرى أهمية لإنجاز هذه المهمة مع ذاته. وقد لا يدرك كثيرا بأن تصحيح تلك العيوب يتصل مباشرة بتصحيح حياته بأكملها، وهو ما يستحق التركيز عليه. والأمر لا يتطلب سوى بعض الأمور البسيطة التي بإمكان أي منا القيام بها. دعني أخبرك بها من خلال قراءة سريعة في التغيير. وهي أن تقرر أولاً بأن تبدأ تلك الرحلة مع نفسك من منطلق مراجعة كل المواقف السيئة التي وقعت فيها وسببت لك آلاماً نفسية أو مادية (استخدم ورقة وقلما لتدوين ذلك). والمراجعة لابد فيها من الصراحة والدقة في الإجابة عن أي سؤال يخطر على بالك وقتها. وحينما تتمكن من الإجابة ستسأل نفسك مزيدا من الأسئلة عن الأفعال أو ردود الأفعال أو التصرفات التي قمت بها قبل وقوعك بأي مشكلة. أهمية ذلك تكمن في معرفة العيوب وعلى سبيل المثال (أن يكون السبب التسرع، الأنانية، التردد، العصبية.. وغيرها). وحينما تضع إصبعك على الصفات المسؤولة عن تلك الآثار المزعجة في حياتك ستنتقل لخطوة أهم مفادها إجابة عن سؤال مهم: هل أنت مستعد لتغيير تلك العادة أو السلوك؟ (نعم) ليست هي المهمة في إجابتك بقدر ما هو مهم أن يكون لديك الإرادة لتنفذ ما قررته مع نفسك. وهي مرحلة التغيير العظمى. ونجاح تلك المرحلة يعتمد على ضبطك لنفسك كلما عادت لتمارس نفس السلوك السلبي حينها عليك أن تكون حازماً مع نفسك مذكراً إياها بوعدك في التغيير الذي يتطلب تحكما في الذات وشيئا من الصبر وكثيرا من الثقة في النفس وتحمل النتائج، وسأضمن لك بعدها تغييراً جذرياً سوف يحول حياتك للأفضل الذي تتمناه.