ستجري بكين وموسكو تدريباتٍ بحريةٍ مشتركةٍ في بحر الصين الجنوبي، بعدما قضت محكمة التحكيم الدولية بعدم أحقية الصين في السيادة على جزرٍ بهذه المنطقة. وأعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الصينية، يانج يوجون، أمس أن التدريبات ستجرى «في المياه والأجواء المعنيَّة ذات الصلة في البحر الجنوبي». وقد تؤدي هذه الخطوة إلى تزامن وجود سفنٍ من أقوى جيوش العالم في المنطقة ذاتها حيث ترسل واشنطن بانتظام سفنها. وأفاد المتحدث يوجون، خلال مؤتمر صحفي شهري، أن المناورات تهدف إلى «تثبيت وتطوير» الشراكة الاسراتيجية الشاملة مع روسيا مع «تعزيز قدرات سلاحي البحرية على التعامل المشترك مع التهديدات الأمنية». ويأتي الإعلان بعد أسبوعين على قرار محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي بعدم وجود «أي أساس قانوني» لمطالب بكين بالسيادة في البحر الجنوبي. بينما تستند بكين إلى «حد من تسعة خطوط» واردٍ في خرائط صينية تعود إلى الأربعينيات. ويصل الحد تقريباً إلى سواحل دول أخرى لديها مطالب منافِسة. ودعماً لموقفها، عمدت الصين إلى توسيع جزر صغيرة أو شُعب مرجانية، وأقامت على الجزر مدارج لهبوط الطائرات ومرافئ ومنشآت أخرى لغايات عسكرية محتملة. وأثار قرار المحكمة، الذي أنهى قضيةً رفعتها الفلبين، غضب بكين التي اعتبرته مجرد «قطعة ورق لا تستحق أكثر من رميها»، مشيرةً مجدَّداً إلى حقها في «إعلان منطقة للتدقيق جواً تجيز ضبط الرحلات في المنطقة». والصينوروسيا تتمتعان بعلاقات عسكرية ودبلوماسية وثيقة تتعارض غالباً مع الغرب. وتجري الدولتان بانتظام مناوراتٍ مشتركةٍ براً وبحراً. وبحسب المتحدث يوجون، فإن تدريبات سبتمبر روتينية «ولا تستهدف أي طرف ثالث». وفي أغسطس الماضي، نفذت الدولتان مناوراتٍ عسكريةٍ في مياه وأجواء مدينة فلاديفوستوك الروسية على المحيط الهادئ، وشاركت فيها 22 سفينة و20 طائرة وأكثر من 500 بحار. وفي مايو من العام الماضي، أجرى الجانبان تدريباتهما البحرية المشتركة الأولى في مياهٍ أوروبية في البحرين الأسود والمتوسط. ورداً على «تكثف» أنشطة بكين في البحر الجنوبي، بدأت الولاياتالمتحدة سلسلة عملياتٍ ل «حرية الملاحة» في المنطقة. والإثنين الماضي؛ أبلغت مستشارة الأمن القومي الأمريكية، سوزان رايس، مسؤولين صينيين في بكين بأن بلادها ستواصل دورياتها في المنطقة.