أضاف يزيد الراجحي سفير رياضة المحركات السعودية نجاحاً جديداً إلى قائمة الإنجازات المتعددة التي دأب على تحقيقها خلال السنوات الأخيرة لصالح رياضة السيارات في المملكة، على إثر إحرازه المركز الثاني ضمن الترتيب العام في رالي «طريق الحرير» الذي يعتبر أطول وأقسى رالي من نوعه على مستوى العالم؛ إذ يمرّ خلال مسارات تمتدّ عبر قارتين وثلاث دول. وتألق البطل يزيد الراجحي المدعوم دائماً من الراعي الرسمي لفريقه سلسلة «جان برجر» في نُسخة هذا العام التي تألفت من 15 مرحلة بلغ إجمالي مسافتها 10780.13 كيلومتر منها 4104.96 كيلومتر من المراحل الخاصة؛ حيث بدأت من العاصمة الروسية موسكو، وانتهت في العاصمة الصينية بكين، مروراً بكازاخستان. ويعتبر رالي طريق الحرير الدولي أحد الراليات الصحراوية الطويلة «رالي رايد» التي تتضمّن تحدياتٍ ومُتطلباتٍ كبيرة تتطلب جهوداً كبيرة من قبل السائقين والفرق. من منظورٍ آخر، يستمدّ الحدث اسمه من إرث «طريق الحرير» الذي كان في العُصور الوُسطى رمزاً للتجارة الدولية بين شرق آسيا وغربها وأوروبا وحتى إفريقيا؛ حيث تدفقت السلع النادرة والبضائع وعلى رأسها الحرير والمنسوجات والتوابل وغيرها، وتفاعلت الحضارات بين هذه المناطق لعدة قُرون. وضمت مراحل رالي الحرير أو «سيلك واي» جميع ما يرغب فيه عُشاق الراليات الصحراوية الطويلة من مُكونات وتحديات على غرار الوديان والأخاديد والتلال والدروب الوعرة التي تتفاوت ما بين الرملية والحصوية والصخرية والتُرابية وحتى السُهول العُشبية والكُثبان الرملية وتحديات الملاحة واجتياز الأنهر الصغيرة وجداول الماء فضلًا عن اكتشاف أماكن جديدة لم تزرها النُسخ السابقة. وعن هذا الإنجاز قال يزيد الراجحي: «نحمد الله على إحراز المركز الثاني بعد المنافسة الشرسة والقوية مع نخبة من أبطال العالم في رياضة السيارات، منهم على سبيل المثال لا الحصر بطل العالم في الراليات 9 مرات الفرنسي سيباستيان لوب، والفائز 12 مرة بلقب رالي داكار الأسطوري ستيفان بيترهانسيل». وأكمل: «إنّ حصولي على المركز الثاني ورفع علم المملكة العربية السعودية على منصة التتويج لهو مصدر فخر واعتزاز يشرّفني للغاية. بإذن الله سأبذل قصارى جهدي لتقديم جميع ما أملك من أجل التمثيل المشرف في سبيل رفعة الوطن وإعلاء شأنه». وأضاف: «لقد قضينا ما يقارب ال 18 يوماً من المنافسات القوية، مررنا خلالها بعديد من الصعاب التي تضفي نكهة الراليات على مثل تلك التحديات. إنها الأمر الطبيعي في عالم رياضة السيارات، والحمد لله فقد نجحنا في تجاوز جميع المصاعب». بالنظر إلى طبيعة مسار رالي طريق الحرير المُتطلبة ومسافته الطويلة، فقد نجح الحدث في جذب عدد كبير من المُشاركين والفرق جاؤوا من أكثر من 30 بلداً، وإذا أخذنا بعين الاعتبار أهميته المُتزايدة التي تكاد تُوازي رالي داكار؛ فإننا سنجد في لائحة المُشاركين فرقاً قويةً وتنافسية للغاية. حيث قال البطل السعودي معلقاً على الصعوبات التي واجهته: «لقد كانت الأعطال والمشكلات من أصعب المعوّقات التي واجهتنا في الرالي. لقد فقدنا كثيراً من الوقت نتيجة انثقاب الإطارات في عدة مراحل إلى جانب ارتفاع الحرارة الكبير عقب الشرخ الذي أصاب المبرّد، أضف إلى ذلك بعض الوقت المهدور بسبب إضاعة المسار». وأكمل: «في المقابل، هناك صعوبات أخرى تتعلق بطبيعة المسار نفسه، وهو ما صعّب المهمة علينا؛ إذ لم تتلاءم بعضها مع سيارة ميني ذات الدفع الرباعي، عكس بعض السيارات الأخرى التي تستعمل الدفع الخلفي وخفة الوزن؛ حيث استغلّت هذه الميزة بشكل جيد. وفي النهاية نحمد الله ونشكره على الإنجاز الذي حققناه». من ناحية أخرى، عبّر سفير رياضة السيارات السعودية عن رضاه الكامل حول أداء سيارة ميني؛ إذ وصفه بالرائع، خاصة أنه يستعملها في موسمه الأول عقب توقيعه عقداً رسمياً مع المصنّع كسائق معتمد لميني «سيارة التحديات الصعبة» في البطولات العالمية. كما شكر الراجحي جميع من سانده خلال منافسات رالي طريق الحرير، وفي مقدمتهم الراعي الرسمي للفريق «سلسلة جان برجر» الذي لم يتوانَ عن متابعة الفريق خلال جميع محطاته ومشاركاته. وجدّد البطل السعودي شكره لجميع أعضاء الفريق والجمهور الذي تابعه، موضحاً حرصه الدائم على التواصل مع المتابعين والتفاعل معهم. يذكر أن البطل يزيد الراجحي قدم أداءً مذهلاً في رالي «سيلك واي» المعروف برالي طريق الحرير.