وجه الرئيس العراقي جلال الطالباني الدعوة رسميا للرئيس السوداني عمر البشير لحضور قمة بغداد العربية. وسلم مبعوث الرئيس العراقي رسالة إلى الرئيس البشير، تضمنت دعوته للقمة العربية في بغداد. في الوقت الذي أبدت فيه بعض القيادات بالمؤتمر الوطني التخوف من سفر البشير إلى بغداد بحكم أن العراق كان دولة محتلة من قبل الولاياتالمتحدةالأمريكية وبها كثير من القوات الأمريكية الأمر ولا يوجد ضمانات لسلامة البشير، وأعلن ربيع عبد العاطي القيادي بالمؤتمر الوطني في حديثه ل “الشرق” بأنهم لا يؤيدون سفر البشير لأي دولة فيها وجود أمريكي، لافتا بعدم تحبيذه للمجازفة، قائلاً “أنا لست من أنصار أن يلقي شخص بنفسه في الرمضاء فكيف إذا كان الشخص رئيس الجمهورية”، وتكهن ربيع بعدم الاستجابة لمثل هذه الدعوات، مضيفا بأن من لا يحمي نفسه لا يمكنه حماية الآخرين، ونوه عبدالعاطي إلى عدم تحدي السودان للمحكمة، مستدلا بأن السودان ليس عضوا فيها، متهما المحكمة بتدخلها في أشياء لا تخصها، وأن التربص بالسودان كان واضحا، ونوه إلى ضرورة الحرص والحذر. وكانت الخرطوم أبدت ترحيبها بمبعوث الرئيس العراقي، مؤكدة وقوف السودان ومساندته للحكومة والشعب العراقي لتحقيق الاستقرار والأمن، وبحث وزير الدولة بالخارجية منصور يوسف العجب مع سفير العراق في الخرطوم صالح التميمي ترتيبات انعقاد القمة العربية في بغداد في نهاية مارس المقبل . في سياق متصل طالب أستاذ العلوم العلاقات الدولية في جامعة أم درمان الإسلامية الدكتور صلاح الدومة ل “الشرق” بضرورة التأني والتوثق من متانة العلاقة بين السودان والعراق وعدم وجود ما يعرقلها، قائلا “لا بد من وضع بعض الأشياء في الاعتبار، هل الحكومة القائمة في العراق ذات علاقة طيبة مع حكومة السودان، وهل هذه العلاقة إلى درجة أن البشير يثق ويذهب إلى بغداد” معبرا عن وجهة نظره بأن العلاقة غير حميمة، مضيفا بأن الدولتين لا تمثلان رأي شعبيهما، جازما بوجود خطورة على حياة البشير، ولا وجود ضمانات لذلك، معتقدا أن الجنائية ذات جدوى والدليل على ذلك إلقاء القبض مع السلوفاكي سلوبودان ميلوسوفيتش، وعدم إلقاء القبض ليس دليلا على ضعف الجنائية، مؤكدا أن قضية الجنائية تستخدم كورقة ضغط على السودان، موضحا بأن الجنائية تعتبر نظام البشير نموذجا وأن القائمين على أمر البشير متجاهلين عملية اعتقاله. وكان بيان عراقي أفاد بأن رئيس الوزراء نوري المالكي استقبل الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي. وذكر بيان للمكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن المالكي أعرب عن ترحيبه “باستعداد الدول العربية كافة لحضور مؤتمر القمة وان تكون قمة ناجحة نظرا لطبيعة الظروف ومستوى الحضور المتوقع” ودعا البيان إلى “ضرورة العمل على تطوير جدول أعمال القمة العربية ومناقشة التعاون في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية ومكافحة الإرهاب والتطرف”. وجدد المالكي “دعم العراق للمبادرة العربية الخاصة بالأزمة السورية والعمل بوتيرة أسرع لضمان تحقيق التغيير المنشود دون الانزلاق إلى العنف ووقوع المزيد من الضحايا”. من جهته ذكر بن حلي أن”جميع الدول العربية أكدت استعدادها لحضور مؤتمر قمة بغداد وإن التمثيل العربي سيكون على أعلى المستويات للكثير من الدول العربية بما يفوق المعدل الاعتيادي للقمم السابقة”.