كعادتي، صباح كل يوم، أتصفح صحيفة «الشرق» التي أشرقت بنورها الذي انتظرناه طويلاً من المنطقة الشرقية، بعد أن كان مخاضها وولادتها عسيراً استمر ما يزيد عن ثلاثين عاماً، وهي تتوجع و تتألم، تريد أن ترى النور في موطن أمها الرؤوم، المنطقة الشرقية، و كان مشرط جراحها من خلال ولادتها القيصرية، حكيما تميز بسعة صدره و صبره، مع خبرة عريقة و طويلة خلال المنشأة الأم مؤسسة الشرقية للطباعة والصحافة و الإعلام، التي أسسها قبل ما يزيد عن ثلاثين عاماً، صدر من خلالها عدد من المجلات المتنوعة، لكن نجاحها كان محدوداً، ما جعل رئيس مجلس إدارتها الشيخ سعيد غدران، يفكر جدياً في إصدار صحيفة يومية، من خلال تلك المؤسسة العريقة، فكانت صحيفة «الشرق» التي أضاءت بإشراقتها المنطقة الشرقية، و بقيادة ربانها في رئاسة التحرير، الأستاذ قينان الغامدي، الذي أبدع سابقاً في إنجاح صحيفة الوطن، وها هو يخوض معركة التحدي الحقيقي في رئاسة أحدث إصدار لصحيفة يومية محلية، إلى جانب صحيفة اليوم التي تصدر من الدمام. لقد احتلت صحيفة «الشرق» قلوب كثير من القراء في المنطقة الشرقية، فقد استقطبت عشرات بل مئات من الكتاب و الكاتبات المحترفين، والذين تميزوا بالكتابة الواقعية المعتدلة، التي تخدم العقل والفكر العربي، و تشبع و تروي ظمأ العطشى من القراء، الذين ينتظرون مثل تلك الكتابات، التي همها تحرير العقل من ديمومة الكتابات الروتينية، أو إرضاء بعض الطبقات الاجتماعية، بالتحرر من المدح والمديح الصادق أو الكاذب، وتتجه إلى ما يحتاجه القراء على مختلف مستوياتهم وانتماءاتهم بعقلية حضارية، ولغة مشتركة يفهمها الجميع. لقد شدتني المقالات القصيرة بأقلام كتاب مميزين، توصل المعلومة إلى القارئ بسهولة، وتوصل النقد الهادف إلى المستهدفين بكل صراحة و شفافية مقبولة، لأن هدفها هو الإصلاح، و لم يكن هدفها استهداف الأشخاص. وقد أعجبني ما كتبه الأستاذ خالد صائم الدهر في الصفحة رقم 29 من العدد الصادر بتاريخ يوم السبت 10/ 4/ 1433 ه بعنوان «أخطأت يا نواف» وكانت ملاحظات جريئة، يجدر بالمسؤولين في رعاية الشباب أن يدرسوها وأرجو أن يسمح لي الأستاذ خالد أن أضيف نقطتين دون تفصيل هما: أن صاحب السمو الملكي الأمير نواف أخطأ فعلا في تقديم استقالته شخصياً، فهو رمز للرياضة السعودية، وهو امتداد للرمز الشامخ الأمير فيصل بن فهد، رحمه الله، وأن وجوده كرئيس للاتحاد يعتبر مهماً ولا تنازل عنه. أما النقطة الثانية، فأقول يجب قطع الدعم المادي والمكافآت وإهدار الأموال لمثل لاعبي المنتخب الذين يلعبون فقط من أجل المادة، وليس من أجل وطنهم! فهم عندما يلعبون للمنتخب، فإنهم يضعون في عقولهم أنهم سوف يحصلون على المكافآت والتبرعات، وقد يكون فوزهم مثلا هو نتيجة لمهارات وإخلاص أحدهم في الملعب، أما الباقون فهم يركضون خلف الكرة فقط، دون أن تكون لديهم حتى مهارات لاعبي الحواري! إنني هنا أطالب بمعاقبة المقصرين منهم، و قطع المعونات المالية عنهم، وأقول: تذكروا الأجيال السابقة للمنتخب التي أحرزت البطولات، حتى وصل ترتيب المملكة إلى «20» وما فوق، أما الآن، فانظروا ترتيب منتخب المملكة فقد وصل إلى ما فوق التسعين فقط! والله المستعان. ولن أكون جباراً أو ذا فكر متسلط أو ديكتاتوراً إذا طالبت بسجن المقصرين، أو فليجلسوا في بيوتهم مع أمهاتهم، وانظروا أو تذكروا ما حصل لأحد الفرق الإفريقية، عندما عوقبوا وظلوا محتجزين في المطار (15) يوماً جراء تقصيرهم، لكنهم في السنوات التالية نافسوا الفرق المتقدمة في نهائيات كأس العالم.