ليت الفساد امرأة جميلة لتجلب أكبر عدد من العيون المقعرة. وليت السلطة امرأة قبيحة، شعثاء غبراء شمطاء منفرة لا تُبغى ولا توطأ. وليت “حمزة” العربي إرهابياً لنعتز بنفوذنا وعلاقاتنا الدبلوماسية مع الدول الأخرى ونظفر بنتائج الاتفاقات الأمنية بسرعة قصوى. وليت الأسود العربية تتحول إلى نعاج لنقتص من رقابها وتأخذنا العزة بالإثم .. قال تعالى: (قال لقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنْ الْخُلَطَاء لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ). وبغى خلطاؤنا على بعض، ورفقاؤنا على بعض، وبغت الأسود وطغت “الكلاب” وجميع “الحيوانات” باتت طاغية .. وتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود. بعد الربيع العربي خصوصاً اتضحت الرؤية المشوشة لقرون .. واتضحت ألوان الخطوط، واتضحت الشعوب الوردية والشعوب السوداء والشعوب البيضاء، واتضح جيداً أن الكبت والقمع يولد الانفجار والانقلاب والثورات وسقوط الأنظمة وسقوط الدول. واتضحت قيمة الكراسي العربية، حتى أيقنت أن هناك “مادة لاصقة” على كل كرسي لا يقتلع صاحبه إلا بتدخل جراحي غالباً خارجي .. فقبل أن تضطر الحالة إلى مرحلة جراحية في الجسد العربي حان ترجيح الميزان بين الرعية والحكام، والتزام في سلطة تشبع رغبات الشعب، والتزام شعبي في الولاء للحاكم .. والاستفادة من نماذج مشابهة في البيئة والجو العام ودراسة الانفجارات التاريخية .. لتفادي الكبوات السياسية والخارجة عن السيطرة. الزبدة: لو كنت رجلاً لما نازعت على السلطة؛ فأشد الناس حساباً حساب السلاطين.