لا شك أن التعدي على حرمة النفس البشرية المعصومة، بغير حق، من أعظم الجرائم، وأبشع الموبقات، فكيف إن كانت نفساً مؤمنة، في مكانٍ مقدس، وزمانٍ مبارك؟؛ حيث تتعاظم شناعة الفعل، وتزداد مساحة الفظاعات، وتتراكم القبائح والظلمات..! ومع أن كل ما يرتكبه الإرهابيون، من الأفعال الإجرامية، في أي مكانٍ وزمان، يتعارض مع جميع المبادئ الدينية، والأعراف الإنسانية، إلا أن ما وصلوا إليه في عملياتهم الأخيرة، من استهداف الأبرياء، بتفجير أنفسهم الخبيثة، بالأحزمة الناسفة، في أماكن العبادة، والمنشآت العامة، بهدف قتل أكبر عددٍ ممكن من الضحايا الغافلين، وترويع الآمنين، بشكلٍ عشوائي، بلا تفريقٍ ولا تمييز، يُعد أحقر درجات الخسة والجبن، وأدنى مستويات الدناءة والغدر، التي لا يصل إليها سوى حثالة البشر، الذين تجردوا من كل قيم الدين، وأخلاق الشجعان والفرسان، وتحولوا إلى كائناتٍ ممسوخة، تأنف من أفعالها حتى البهائم والوحوش..! وعلى الرغم من محاولاتهم اليائسة، وعملياتهم البائسة، في بلدنا الطاهر، إلا أن الله -عز وجل- يخذلهم في كل مرة، ويفشل مخططاتهم، ويرد كيدهم في نحورهم، حتى إن أصابتنا بعض الجروح والآلام، وإن فقدنا بعض الأبطال والنبلاء، ممن قدموا أرواحهم دفاعاً عن الدين والعرض والأرض، وفداءً للوطن، وذوداً عن مقدراته ومقدساته، ليميز الله الخبيث من الطيب، حيث العار للأوغاد والجبناء، والشرف للأبطال والشهداء..! ولعلنا جميعاً نتنبه إلى أقذر أهداف أولئك الأوباش؛ التي تتمثل في محاولة شق الصف، وضرب الوحدة الوطنية، وزرع الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد، وهز ثقتنا في أنفسنا ومكوناتنا، السياسية، والثقافية، والاجتماعية، مما يستوجب الحذر، ومواجهة الخطر، حتى لا نكون سبباً لتحقيق أهدافهم الشيطانية، جهلاً أو تهاوناً، فغاية ما يطمحون إليه أن تمتلئ قلوبنا بالخوف والكره والشك، وكم نتمنى أن يعي ذلك جيداً بعض أحبتنا، الذين لا نشك في حسن نياتهم، لكنهم أصبحوا في غمرة الحماس والاندفاع والغيرة، كالذئب الجريح الذي يعض ذراعه من الألم..! ختاماً؛ سيبقى وطني شامخاً برعاية الله، وسيذهب كل الإرهابيين الأوغاد للجحيم، ومزبلة التاريخ.