بينما كان الناس يتداولون التحذيرات من خطر وصول الألعاب النارية إلى الأطفال في هذا العيد حتى لا تتعكر أفراحهم بالإصابات والجراح، كانت هناك ألعاب من نوع آخر، «ألعاب الموت»، أحزمة ناسفة وزعها عقل إجرامي على مجموعة أصغر عقولاً من الأطفال، بل هم لا يملكون العقول بعدما غُسلت بالتحريض وبتكريههم في الحياة وسلبهم نعمة التفكير، حتى صاروا يتصرفون كمتعاطي المخدرات بعد فقد وعيه، بما لا يصدقه عاقل ولا يرضاه بشر. كان هدفهم الاحتفال بالعيد على طريقتهم الخاصة، في حصد الأنفس وسفك الدماء، وتحويل فرحة الوطن وأهله بالعيد إلى تحسر على أرواح الضحايا، لم ينل فاقدو العقول وغاسلوها بغيتهم في قتل أكبر عدد من الأنفس بعدما جنّب الله الأبرياء ضرر تفجيراتهم، عدا تفجير المدينةالمنورة الذي حصد أربعة شهداء من رجال الأمن وجرح آخرين. طريقة التفجيرات وفشلها علامة احتضار لداعش، فقد تحوَّلت من تنظيم إلى مجرد أتباع غير مدربين، ينفذون عملياتهم بشكل فردي، فالملاحقات الأمنية لم تترك لهم فرصة لالتقاط الأنفاس والتخطيط والتنفيذ كمجموعات منظمة، ورغم ذلك تبقى هناك مشكلة في صعوبة ضبط هؤلاء الأتباع أمنياً فمعظمهم بلا سوابق، استُغفِلوا ممن استغل جهلهم بالدين ويأسهم من الحياة؛ فحولَّهم بين ليلة وضحاها إلى قنابل موقوتة، وهنا تقع المسؤولية على الأسرة والمحيطين بمثل هؤلاء في إبلاغ الجهات الأمنية إن ارتابوا في أحد أفراد المنزل وشكوا في تصرفاته.