للجمال عُشاق، ولحسن المنظر أصحاب، فللجمال طابعه الخاص، وحزبه الرائع هو من يذود عنه ويدافع ويقف معه ويلبي احتياجاته، حزب معين يدافع ويضع كل ما لديه من قوة وتهيئة لكي يضع للجمال جماله، وللجمال ندابون يهيمون بعده، يتذكرون عبق أريجه ويعيشونه حباً ووفاءً وصدقاً. وإذا كانت فلسفة الحُسن لها اختزالاتها الخاصة؟ فهي الوفرة، القوة، الذكاء، والهيمنة. فإن للجمال الروحاني المرتفع عن (المادة) والإحساس شأناً كبيراً وسراً خطيراً ووضعاً رهيباً. نسمات رمضان تُهبهب ونحن نعيشها نستغفر الله ونتوب إليه، ونسأله الرضوان والمغفرة والعتق من النيران. يلوح ويهب ويخفق هواء الصيام والقيام مع رائحة وادٍ..!! بل وديان..! من الأراك في فوهات الكل نهاراً يدنو بنا شذى الظهيرة يصحبنا إلى هواء المساء رويداً رويداً إلى نفحات الإفطار. وذاكرة تدنو بنا وتعيدنا إلى عبق الماضي التليد إلى نغمات رمضان وذكريات النغم.. الله.. الله.. الله. بين البادية والحاضرة في فصل الشتاء بين المذياع والراديو صوت نافذة التلفاز وذكريات راديو «جدي». والمدفع الذي يشهده الحي والبلدة بين أصوات «بابا فرحان»، وذكريات حروف، والعم مشقاص. وقبل الإفطار ومائدة علي الطنطاوي، صلاة المغرب وصوت الحرم، وطاش ما طاش، وصلاة التراويح، وصوت حسن النجار، ودعاء ماجد الشبل، ونوادر العرب، ونغم تلك النغمة التي مازال حضورها نسجاً من الخيال التي تصحب معها الدموع لكل من عايش تلك الفترة مع الاسترخاء القوي والانسجام الواقع في لحظته، لا تملك نفس يا من عشت مع ذلك الزمن عن الدموع وعن العودة بالذاكرة إلى الوراء. كانت في تلك الفترة التي كنا نزامن الحياة البسيطة الحياة الرائعة رغم قلة المادة، سوف أحكي لكل من أقابله صغيراً أو مولوداً أو جيلاً مقبلاً عن نغم رمضان وذكرياته، وسوف يبقى ما كتبته ذكرى، وتخلده الأيام، وتبقى الأيام دفتر التاريخ، وهي خير شاهد. لك الذكرى يا رمضان.