منح الاتحاد الأوروبي أمس قواته البحرية في المتوسط حق تفتيش السفن المشتبه بها في عرض البحر في محاولة لمنع وصول الأسلحة إلى تنظيم داعش في ليبيا وتفكيك العصابات التي تهرب المهاجرين إلى أوروبا. وتحرك وزراء الخارجية الأوروبيون لزيادة فعالية بعثة صوفي العسكرية البحرية – المؤلفة من خمس فرقاطات- بعد الحصول على تفويض من الأممالمتحدة لفرض حظر أسلحة على ليبيا حيث يعزز تنظيم الدولة الإسلامية سيطرته ولملاحقة مهربي البشر. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرو للصحفيين في اجتماع في لوكسمبورج «علينا أن نتحرك في مواجهة من يستغلون المهاجرين. أولئك المهربين الذين يستغلون هذه المأساة وضد تهريب الأسلحة الذي يصب بمصلحة داعش». وترى القوى العسكرية الكبرى في أوروبا وهي بريطانيا وفرنسا وألمانيا أن إنهاء الفوضى السائدة في ليبيا منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011 جزء مهم من خطوات الاتحاد الأوروبي لإنهاء أزمة المهاجرين. وأرسل حلف شمال الأطلسي بدوره سفناً إلى بحر إيجه لوقف تدفق المهاجرين بلا ضوابط من تركيا إلى اليونان. وعلى الرغم من إنقاذ السفن التابعة للاتحاد الأوروبي نحو 16 ألف مهاجر من البحر المتوسط العام الماضي فإن مهامها المحدودة التي اقتصرت على المراقبة وتبادل المعلومات لم تمكنها من إتلاف الأسلحة وضبط المهربين أو اعتراض طريق المهاجرين أثناء محاولتهم الوصول بحراً إلى أوروبا من ليبيا. وقال دبلوماسي أوروبي إن سفينة واحدة على الأقل تنقل أسلحة مهربة لم تخضع للتفتيش من الاتحاد الأوروبي في البحر المتوسط في الأشهر القليلة الماضية بسبب الافتقار إلى تفويض من الأممالمتحدة يتيح له اتخاذ إجراء. ويأمل الاتحاد في الوقت الحالي أن تتمكن سفن حلف الأطلسي التي تقوم بدوريات في البحر المتوسط من التواصل مع البعثة صوفيا مما يوفر معلومات عن الطرق التي يسلكها المهربون. وعبرت الولاياتالمتحدة عن دعمها لمثل هذه الخطوات. وتتحكم العصابات عبر الأرباح التي تجنيها من تهريب المهاجرين إلى أوروبا في شبكات تهريب الأسلحة التي تمتد من أوروبا إلى شمال أفريقيا عبر المتوسط. وقال مارتن كوبلر مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا لمجلس الأمن الدولي إنها تزخر بالأسلحة في ظل وجود 20 مليون قطعة سلاح على أراضيها. ومن المحتمل أن يبحث الغرب منح استثناءات في مسألة حظر الأسلحة إذا ما تمكن من السيطرة على التهريب عن طريق البحر حتى يتسنى تزويد حكومة الوفاق الوطني بالسلاح ومساعدتها على بسط سيطرتها على البلاد. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن «السيطرة على تهريب الأسلحة غير المشروعة يمنح المجتمع الدولي أداة، لأنه يتيح لنا النظر في تخفيف حظر الأسلحة للسماح لمجموعات محددة بالحصول على الذخيرة». ويتوقع أن ترسل بريطانيا سفينة إضافية للانضمام إلى البعثة فضلا عن طائرات هليكوبتر وغيرها من المعدات من حكومات الاتحاد الأوروبي الأخرى. وقال الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي إنهما قادران على ممارسة أنشطتهما على مسافة أقرب من الساحل الليبي إذا ما طلبت الحكومة الليبية ذلك لكن في الوقت الحالي سيركز الاتحاد على تدريب خفرالسواحل الليبي في المياه الدولية لمكافحة المهربين.