أكد رئيس الدورة ال 15 للهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، محمد بن أحمد الرشيد، صعوبة الوقت الذي تمر به دول الخليج العربي، ودعا، خلال انعقاد أعمال الدورة، إلى تنفيذ مقترح خادم الحرمين الشريفين، الملك عبد الله بن عبد العزيز، بتحويل “التعاون” بين دول الخليج إلى “اتحاد”. وقال ل”الشرق”: “نحن في وقت عصيب ولابد من الإسراع بالتحول إلى الاتحاد الخليجي، وإخلاص النية سيجعلنا نتخطى أي معوقات خاصة بعد مبادرة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز وكل دول الخليج معه”. وذكر أن ماتوصلت إليه الهيئة في دوراتها السابقة من توصيات صائبة أقرها المجلس الأعلى هي محل الاعتزاز، لكن أوضح أن التنفيذ لم يكن بمستوى التوقعات بقوله “لايخفى على أحد أن التنفيذ على أرض الواقع لم يتحقق بحجم جدية هذه التوصيات وطموحاتها وصواب رؤاها”. وتابع “أمام دورتنا الحالية موضوعات بالغة الأهمية كلفنا بها المجلس الأعلى أرجو الله أن يوفقنا لتقديم الرأي الصائب حولها”. واعتبر أن المنطقة العربية تمر بمنعطف خطير لم تمر بمثله في تاريخها، حيث تشهد عواصف وقلاقل مزعزعة حسب وصفه، “وعليه فإن مسؤوليتنا هي الإسهام بالرأي والمشورة في تثبيت دعائم الأمن والسلام، ولن يأتي ذلك إلا بوحدتنا والتئام صفنا ووقوفنا موقفا واحدا، وهذا ما دعا إليه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في الاجتماع الأخير للمجلس الأعلى في الرياض، والذي لاقي قبولا وترحيبا وتأييدا من كل دول المجلس، وعلينا أن نكون عونا لتحقيق ذلك”، حسب حديثه. ووصف الرشيد اتحاد دول الخليج بأنه ليس ترفا لكنه ضرورة حتمية وهو وسيلة نجاة، واعتبر أن الأحداث أثبتت في الماضي وتؤكد في الحاضر أنه لا سلام لنا دون تماسك الأيدي وتساند الأكتاف والوقوف بكل حزم أمام أي خطر يهدد اتحاد الخليج أو جزءاً من كيان مجلسهم. واستطرد “أي حدث يمس جزءاً من وطننا الخليجي بسوء هو مس بسوء للجميع وخطر عام يجب علينا بلا استثناء تلافيه ودفعه ، فمن أجل درء المخاطر وجلب المنافع كانت فكرة قيام مجلسنا”، مشددا على أن الاتحاد المأمول لا يترتب عليه أي مساس بسيادة أي دولة من دول الخليج. وأكمل “لعلكم تتفقون معي على أن يتغير اسم مجلس التعاون ليصبح مجلس اتحاد الخليج العربي تحقيقا للتنسيق والتكامل والترابط بين الدول الأعضاء في جميع الميادين وصولا إلى وحدتها، من جهته، أوضح الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، خليل بن راشد الزياني، خلال انعقاد الدورة ال 15 للهيئة الاستشارية، أن أحد أهم الموضوعات التي كُلِّفت الهيئة بدراستها هو موضوع “الكونفدرالية الخليجية”، والذي يحظى باهتمام ومباركة، على حد قوله، من أصحاب الجلالة والسمو متزامناً مع مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية رئيس الدورة الحالية للمجلس الأعلى بالانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد بين دول المجلس. وأضاف: إن ثلاثة من الموضوعات التي كلفت الهيئة بدراستها تتناول قضايا مهمة في حياة الإنسان الخليجي، وهي الصحة والتوظيف والشباب، “وهذا دليل على ما يبديه أصحاب الجلالة والسمو من اهتمام وعناية بالإنسان، وحرص أكيد على تسخير كافة الجهود من أجل أن تتوفر له بيئة آمنة وسليمة وصحية، وأن يحصل على فرص كافية في التعليم والتوظيف وفي جميع الخدمات الاجتماعية التي تفتح أمامه مجال الإبداع والابتكار والتميز خدمة لدينه ووطنه وأمته”، بحسب كلمته. وتوقع أن يؤدي التحول للاتحاد إلى تعزيز جهود مواجهة الأخطار الأمنية والسياسية والاقتصادية، وأوضح أن المجلس الأعلى في دورته ال 32، التي عقدت بمدينة الرياض في ديسمبر الماضي، كلف الهيئة الاستشارية بدراسة موضوعات مهمة مثل استراتيجية الشباب، وتعزيز روح المواطنة، واستراتيجية التوظيف لدول مجلس التعاون في القطاعين الحكومي والأهلي، وإنشاء هيئة خليجية موحدة للطيران المدني، الأمراض الصحية غير المعدية في دول المجلس وضرورات الكونفدرالية الخليجية في ضوء النظام الأساسي لدول المجلس. ونوَّه بأن اختيار هذه الموضوعات يعبِّر عن رغبة أصحاب الجلالة والسمو في تعزيز مسيرة التكامل الاقتصادي والاجتماعي بين دول المجلس، وثقة منهم في أداء هذه الهيئة وقدرتها على القيام بالواجب المنوط بها على أكمل وجه. من جانبه، استعرض رئيس الهيئة الاستشارية في دورتها ال 14، مبارك بن راشد الهاجري، ما تم إنجازه الدورة الماضية حيث قامت الهيئة بدراسة ثلاثة موضوعات، وهي الاحتباس الحراري والتغير المناخي، والطاقة البديلة وتنمية مصادرها وتوحيد جهود الدول الأعضاء في مجال الترجمة والتعريب والاهتمام باللغة العربية. بدوره، شدد عضو الهيئة الاستشارية للمجلس الأعلى، عبدالله بشارة، على أن هناك تصميما للخروج من البطء الذي اتسمت به مسيرة مجلس التعاون، ووصف مقترح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالنسيم البناء الذي مس الجميع، وأجبر الجميع على تدارس كيفية التعامل معه، وفتح أجواء في المنطقة وفي العالم لمناقشة هذا المقترح، وخلق زخم سواء للذين يريدونه أو الذين يريدون تأجيله. موضحا أن مسألة انضمام الأدرن والمغرب ليست مطروحة على جدول الأعمال. في سياق متصل، رأى صالح كامل، رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية في جدة ورئيس منتدى جدة الاقتصادي2012م “ما بعد الآفاق..اليوم نبني اقتصاد الغد” أن اللجنة المنظمة للمنتدى لم توفق في طرح موضوع التحول من مجلس تعاون خليجي إلى اتحاد “فهذا الموضوع يخص قادة دول مجلس التعاون والجهات ذات العلاقة”، حسبما ذكر في مؤتمر صحفي عقده أمس على هامش فعاليات المنتدى.