بين الحين والآخر نلاحظ بعض الظواهر السلبية التي لم يعهدها المجتمع من قبل، ولم يتوقع حدوثها، وقد يقف حائراً أمام هذه التقليعات الدخيلة أو المبتكرة في أوساط بعض الشباب وما هو الهدف منها وما هي أسبابها ودوافعها. في مجتمعنا المحافظ نشأ كثير من الظواهر السلبية، واختفت، ومنها ما ينشط لفترة ثم يعود، وجميعها تُصنَّف ضمن قائمة التقليعات المزعجة، وهكذا ننام ونصحى مع الأسف، على مثل هذه التقليعات الشبابية التي حيَّرت المجتمع، وقد كان آخرها مع الأسف، ظاهرة خلع صدَّامات المركبات الخلفية، خلعاً تاماً رغم أهميتها في امتصاص الصدمات الخلفية المفاجئة دون أن يُعرف سبب لذلك، مما يُعد مخالفة صريحة لنظام المرور وفق ما نص عليه جدول المخالفات المرورية رقم (2) الفقرة رقم (1) التي تنص على أن (إجراء أي تعديل أو إضافة على هيكل أو جسم المركبة دون اتخاذ الإجراءات النظامية مع حجز المركبة حتى إزالة المخالفة) هكذا ورد نص الفقرة. إن هذه الظاهرة بدأت تنتشر بشكل واسع في الطرقات ونشاهدها يومياً دون مساءلة من رجال المرور، رغم وضوح هذه المخالفة التي لا تحتاج إلى اجتهاد في عملية الضبط لكثرتها وتناميها بشكل يثير الاستغراب، كما يلاحظ كثرة نزع لوحات المركبات أو ثنيها أو رش كامل اللوحة باللون الأبيض الذي يطمسها تماماً، خلاف القيادة بتهور وعكس السير في كل الطرقات وقطع الإشارة ووضع التظليل الحاجب للرؤية، خاصة أنها من الممكن أن تستخدم في نقل الممنوعات أو القيام بأعمال إرهابية – لا سمح الله- أو أي أمر مناف للأخلاق والقيم الدينية والاجتماعية، مما يستوجب رصد هذه الظواهر وتحليلها من خلال تقصي الأسباب الكامنة وراءها ووضع العقوبات المناسبة لها حتى يتم القضاء عليها بالنظام والمتابعة الجادة من كل فئات رجال الأمن وليس بالضرورة أن يكون المرور هو المعني بذلك لوحده، فهناك دوريات أمن ودوريات أمن طرق مع فتح المجال لتلقي البلاغات من المواطنين لوأدها في مهدها، أما أنا فقد توصلت إلى شبه قناعة بأنها ربما تكون رمزاً أو علامة يعرف المجرمون بعضهم بعضاً من خلالها أو مروجو المخدرات أو اللصوص، فهي لم تظهر عبثاً بعد أن أصبحت الرموز والمصطلحات في هذا الزمن أسراراً وألغازاً قد لا يدركها كثير من الناس وأصبحت أسرع وسيلة للتعارف فيما بين فئات مجتمعية اعتادت على تنفيذ أساليب إجرامية تحمل دلائل وقواسم مشتركة في الصفات أو العلامات التي تختصر حالات جس النبض إلى الثقة الفورية لمجرد رؤيتها. إن على أجهزة المرور دوراً مهماً ورئيساً في دراسة هذه الظواهر السلبية، وأن تتخذ كافة الإجراءات لمنعها قبل أن تستفحل ويصبح من الصعب السيطرة عليها، باستخدام كافة الوسائل المتاحة لإعادة هيبة المرور إلى سابق عهده من خلال حجز المركبات المخالفة وتغليظ العقوبة على قائديها وملاكها وسجنهم وإيقاف الخدمات عنهم وتفعيل نقاط المخالفات حتى يرتدع هؤلاء ويعلموا أن النظام سلوك حضاري وضع ليحترمه الجميع ويتقيدوا به لضمان سلامتهم قبل كل شيء وبعث الاطمئنان لديهم خشية أن يدفعوا ثمن تهور فئة لم تجد من يردعها فتمادت بشكل غير مسبوق.