عقد مكتب منظمة اليونسكو الإقليمي للتربية في بيروت ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني بالتعاون مع مؤسّسة الفكر العربي، اجتماعاً دولياً لخبراء ومتخصّصين من 11 دولة عربية وأجنبية. وناقش المجتمعون على مدى يومين، في العاصمة اللبنانية، موضوع “تعزيز ثقافة الحوار في الدول العربية”، بحضور متخصّصين في موضوعات حل النزاعات والتربية والتعليم والإعلام والصحافة والتنمية والشباب. استهل الاجتماع خبير برامج التربية والتعليم في مكتب اليونسكو الإقليمي الدكتور حجازي إدريس، الذي تحدث عن الجهود التي تبذلها اليونسكو لتشجيع ثقافة الحوار بين الشعوب، وتكريس القيم الثقافية المشتركة.وألقى المدير الإقليمي لمكتب اليونسكو في الدول العربية الدكتور حمد الهمّامي كلمة ركّز فيها على ازدياد عدد المناسبات والهيئات الداعمة للحوار بين الحضارات، في الوقت الذي لم تأت ِ معظمها بالنتائج المرجوة. وأكد اهتمام اليونسكو بقضية الحوار ما بين الثقافات لما يشكّله التنوع الثقافي من ذخر هائل للبشرية. مشدّداً على الحاجة إلى فهم معمّق واستراتيجيات جديدة للتعامل مع التنوع الثقافي وتعزيز ثقافة الحوار في المنطقة العربية، من خلال التركيز على الحوار حول الاختلافات والتنوع، بدلاً من الجمع بين الثقافات والتحاشي في دخول الاختلافات.وقدّم نائب الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الدكتور فهد السلطان مداخلة اعتبر فيها أن “برنامج عبدالله بن عبدالعزيز العالمي لثقافة الحوار والسلام” جاء ليحقّق الأهداف التي نلتقي من أجلها اليوم في صنع السلام والتقارب بين الثقافات من خلال طرح القضايا والتحديات التي تواجهها المجتمعات، وبالتالي نشر هذه المفاهيم عبر الحوار المتوازن والمتكافئ واحترام التنوع الثقافي. موضحاً أن هذا البرنامج جاء في فترة تاريخية حاسمة تشهد تزايداً في حدّة الصراعات، على اختلافها، في الوطن العربي، مشيداً بمبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز، التي أطلقها عام 2005، للحوار ما بين الأديان. وركز على إيمان المملكة بأهمية الحوار الذي يرسّخ القيم المشتركة بين الأمم والحضارات المختلفة، وإيمانها أيضاً بالحوار على المستوى الداخلي، إذ جاء تأسيس مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في 2003 ليعزّز من نشر ثقافة التسامح والحوار ما بين التيارات والأطياف وأبناء المجتمع السعودي. وألقى الأمين العام لمؤسّسة الفكر العربي الدكتور سليمان عبد المنعم كلمة شدّد فيها على حاجة المجتمعات العربية إلى تعزيز قيم الحوار وثقافته، سواء في المجتمعات التي شهدت ثورات وتغيرات سياسية عميقة، أم في تلك التي انتهجت سبل الإصلاح المؤسّساتي والمجتمعي الأخرى، مركزاً على الحاجة نفسها إلى حوار فيما بيننا وبين المجتمعات الأخرى، كي نبدّد وهم ما أُطلق عليه صراع الثقافات أو صدام الحضارات.واختتم الاجتماع مدير إدارة التدريب وورش العمل في مركز الملك عبدالعزيز عبدالله بن عمر الصقهان بعرض تضمّن مشروعات المركز وإنجازاته ومبادراته المختلفة.