سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير الثقافة والإعلام: خادم الحرمين بذل جهوداً عظيمة في إشاعة الحوار بين أتباع الديانات والثقافات رئيس أذربيجان افتتح المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات في باكو
عبر معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة عن سعادته بمشاركته في المنتدَى العالَمِيِّ للحوارِ بينَ الثَّقافاتِ، الذي تنظِّمُهُ حكومةُ أذربيجان بالتَّعاونِ مع منظَّمةِ اليونسكو ومنظَّمةِ تحالُفِ الحضاراتِ التَّابعةِ للأمُمِ المتَّحدةِ والمجلسِ الأوربّيِّ والمنظَّمةِ الإسلاميَّةِ للتَّربيةِ والثَّقافةِ والعلومِ (الإيسيسكو) الذي بدأ أعماله أمس ويستمر ثلاثة أيام. وقال معاليه في كلمة له خلال مشاركته في الجلسة الثانية للمنتدى (كلَّما أصبحَ العالَمُ أكثرَ قُرْبًا بَدَا أكثرَ حاجةً للحوارِ، فَتَنَادَتِ الثَّقافاتُ كُلُّها تَدْعُو إليه، بَلْ ألْفَيْنا الحِوارَ مَطْلَبًا مُلِحًّا داخِلَ حُدُودِ الجغرافيا الوطنيَّةِ الواحدةِ). وأوضح أنه مهما تتعدَّدْ أشكالُ الحِوارِ، فإنَّها، جميعًا، تَرَى أنَّ هناكَ حاجةً ضروريَّةً إليهِ، وكلَّما كَثُرَتِ الحروبُ والصِّراعاتُ والجائحاتُ جَدَّدَتِ الدَّعوةُ إلى الحِوارِ مِنْ هَيْئَتِها مِنْ أَجْلِ عالَمٍ أكثرَ قُرْبًا.. عالَمٍ تَسُودُهُ قِيَمُ الحقِّ والخيرِ والجَمالِ. وأكد أنَّ احترامَ إنسانيَّةِ الإنسانِ قِيمةٌ أساسيَّةٌ جاءَ بها الإسلامُ الحنيفُ، مورداً عدداً من الآياتِ القرآنيَّةَ التي تُعْلِي مِنْ إنسانيَّةِ الإنسانِ، والتي تُؤَسِّسُ لمنْهَجِ التَّسَامُحِ والحِوارِ. وقال إنَّ الثَّقافةَ الإسلاميَّةَ التي كَوَّنَتْ حَضَارةً إنسانيَّةً عالَمِيَّةً تَقُومُ على أَساسٍ متينٍ مِنَ التَّسَامُحِ والانفتاحِ. وأوضح أنَّ المملكةَ العربيَّةَ السّعوديَّةَ، ومِنْ موقِعِها الإسلامِيِّ، تَعْد نَفْسَها شَريكًا أساسيًّا في إشاعةِ السَّلامِ العالَمِيِّ، وَرَسْمِ معالِمِ عالَمٍ يَسُودُهُ الاستقرارُ والأمْنُ والسَّلامُ واحترامُ ثقافاتِ الأُمَمِ وإسهامِها في الثَّقافةِ الإنسانيَّةِ. وفي هذا الجانِبِ العظيمِ بَذَلَ خادمُ الحرمينِ الشَّريفَيْنِ الملكُ عبدالله بن عبدالعزيز جُهُوداً عَظيمةً في إشاعةِ رُوحِ الحوارِ بينَ أتباعِ الدِّياناتِ والثَّقافاتِ، إيمانًا منْهُ بالدَّوْرِ الإسلاميِّ والإنسانيِّ الذي تَقُومُ بِهِ المملكةُ العربيَّةُ السعوديَّةُ، وهي قلْبُ العالَمَيْنِ العربيِّ والإسلاميِّ، مِنْ أَجْلِ عاَلَمٍ أَكْثَرَ قُرْبًا وتَسَامُحًا وتَفَاهُمًا. وفي هذا الإطارِ كانتْ دعوتُهُ إلى الحِوارِ مِنْ مكَّةَ المكرَّمةِ، لِيَتَواصَلَ هذا المشروعُ العالَمِيُّ الإنسانيُّ في مناطِقَ مختلفةٍ مِنَ العالَمِ، مُؤَسِّساً لحوارٍ عالَمِيٍّ بينَ أتباعِ الدِّياناتِ والحضاراتِ والثَّقافاتِ، ومِنْ دلائلِ ذلك موافقةُ الجمعيَّةِ العامَّةِ للأُمَمِ المتَّحِدَةِ على دعوةِ خادمِ الحرمينِ الشَّريفَيْنِ إلى عقْدِ اجتماعٍ عالي المستوَى للحوارِ بينَ أتباعِ الدِّياناتِ، وفقًا لما تَضَمَّنَهُ إعلانُ مدريدَ الصَّادرُ عنْ (المؤتمرِ العالَمِيِّ للحوارِ بينَ أتباعِ الرِّسالاتِ الإلهيَّةِ والثَّقافاتِ)، الذي نَظَّمَتْهُ رابطةُ العالَمِ الإسلاميِّ في مدريدَ في يوليو 2008م، ورعاهُ خادمُ الحرمينَِ الشَّريفينِ بحضورِ ملك إسبانيا خوان كارلوس. وقال إن دَعوةُ خادمِ الحرميْنِ الشَّريفَيْنِ لم تقف عندَ حدودِ الحِوارِ العالَمِيِّ فَحَسْب، ولكنَّهُ لَفَتَ إلى ما تعانيهِ البشريَّةُ اليومَ مِنْ ضَياعِ القِيَمِ، والتِباسِ المفاهيمِ، وما تَمُرُّ بهِ مِنْ فَتْرَةٍ حَرِجَةٍ تَشْهَدُ، بالرُّغْمِ مِنْ كُلِّ التَّقدُّمِ العِلْمِيِّ تَفَشِّي الجرائمِ، وتنامي الإرهابِ وتفكُّكَ الأسر، وانتهاكَ المخدِّراتِ لعقولِ الشَّبابِ، واستغلالَ الأقوياءِ للفقراءِ، والنَّزَعاتِ العُنْصُريَّةَ البغيضةَ حيث دعا -أيده الله- إلى أنْ يكونَ الحِوارُ مُناصَرَةً للإيمانِ في وجْهِ الإلحادِ، والفضيلةِ في مواجهةِ الرَّذيلةِ، والعدالةِ في مواجهةِ الظُّلْمِ، والسَّلامِ في مواجهةِ الصِّراعاتِ والحُرُوبِ، والأُخوَّةِ البَشَرِيَّةِ في مواجهةِ العُنْصُرِيَّةِ. وختم معاليه كلمته بقوله (ليس للعالَمِ مِنْ رسالةٍ أسْمَى مِنْ رسالةِ التَّسامُحِ وإشاعةِ قِيَمِ الحقِّ والسَّلامِ، وإنقاذِ مجتمعاتِنا الإنسانيَّةِ مِنَ التَّفَكُّكِ والتَّشَرْذُمِ والانحلالِ، والتَّمَسُّكِ بكلِّ الدَّعواتِ المخلِصَةِ إلى السَّلامِ العالَمِيِّ، واحترامِ ثقافاتِ الأُمَمِ وتُراثِها). وكان فخامة رئيس جمهورية أذربيجان إلهام علييف قد افتتح يوم أمس في العاصمة الأذرية باكو «المنتدى العالمي للحوار بين الثقافات» بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجه وعدد من وزراء ثقافة ورؤساء وفود الدول المشاركة. وأكد فخامة الرئيس علييف في كلمة له خلال الافتتاح أن بلاده تشهد أمناً واستقراراً نظراً لما تتمتع به من أجواء التسامح الديني والثقافي بين مختلف فئات الشعب، داعياً إلى تحديد الأفكار التي توحد الشعوب وتلغي العراقيل والحدود التي تمنعها من التخاطب والالتقاء، ومشيراً إلى أن الهوية الثقافية لبلاده مكنتها من المحافظة على الدين والثقافة وعلى العلاقات مع دول العالم. وشدد على أن التسامح الوطني والديني هو أساس البقاء لإسهاماته في تحقيق نتائج تنموية أفضل وتمكين المواطنين من العيش الكريم دون مشاحنات دينية أو ثقافية.. مبيناً أن العولمة والتعددية الثقافية لها نتائج إيجابية وأنه لا بد من تبادل الأفكار بين شعوب العالم تجنباً للتطاحن الديني. وأشار إلى وجود مشاكل كثيرة في العالم وأنها تحتاج إلى مناقشة مستفيضة، مؤكداً أن المنتدى يمثل خير وسيلة للتباحث في الحلول والمقترحات ودراسة تجارب الدول ومناقشتها للاستفادة منها بحسب الظروف الخاصة بكل مجتمع. إثر ذلك ألقى رئيس الجمعية البرلمانية للاتحاد الأوروبي مولود صفو صوغلو كلمة أوضح فيها أهمية الحوار كونه دليلاً على التنوع والتقريب بين الشعوب وأن الحاجة تدعو إلى التسامح وتقاسم الأفكار وتخطي الحواجز الدينية لمواجهة الإقصاء والتفرقة والعنف. ورأى أنه لا بد من العمل على تقليص كل ما يفرق بين شعوب العالم، مطالباً بإنشاء منتدى للتحاور وإرساء قواعد التحالف بين الحضارات من أجل الكرامة البشرية، وقال إن المنتدى يمثل فرصة ذهبية لمقاربات جديدة لإيجاد عالم أفضل خال من المشاكل. بعد ذلك ألقى المدير العام للمنظمة الإسلامية للتربية والثقافة والعلوم «الإسيسكو» عبدالعزيز بن عثمان التويجري كلمة أكد فيها أهمية تعزيز احترام الثقافات لاقتلاع الخوف من الآخر وضرورة الدعم الدولي لتعزيز الحوار بين الثقافات والحضارات. وبيّن أن المنتدى إسهام متميز لدعم الجهود الدولية من أجل تعزيز العدل والسلام والحوار بين أتباع الأديان والحضارات كما أنه منطلق جديد للتعاون الدولي الذي تتعاظم أهميته في الوقت الراهن. ولفت الانتباه إلى أن الحوار بين الثقافات يحتاج إلى دفعة جدية نحو فضاء أرحب ليكون نمطاً للعلاقات بين الشعوب ويوسع في مجالات تعاونها.. مشيراً إلى أن ذلك يدخل في صلب العمل المهم للمنظمات الدولية والإقليمية المختصة مثل المفوضية السامية لتحالف الحضارات و»الإسيسكو» وغيرها. عقب ذلك ألقى مساعد المدير العام للخطط الإستراتيجية لليونسكو هانز دورفل كلمة بيّن خلالها أن المنتدى ركيزة للحوار الأساسي بين الثقافات، مؤكداً أن دعم القيم المشتركة من شأنه الدفع إلى آفاق التعاون العالمي على أساس الثقافة والتربية لبناء مستقبل الأجيال القادمة والتحول الديموقراطي والتخلص من الانشقاقات والأحقاد بين أتباع الثقافات المختلفة. وقال: إن للإعلام دور مهم في التعريف بقيم التسامح والحرية كي يكون هناك نمواً مستمراً في الحوار بين الحضارات والثقافات وأنه يتحتم قيام أنشطة ثقافية لحل الخلافات والحد من العنف وإيجاد برامج ومشاريع أكثر لتنمية الحوار ولدعم التحالف الحضاري وتنمية التضامن بين الثقافات، مشيراً إلى ما قدمته اليونسكو في هذا المجال. بعد ذلك ألقى المدير التنفيذي في سكرتارية تحالف الأممالمتحدة للحضارات مارك شيويرا كلمة أشار فيها إلى أن هدف المنتدى يتلخص في تحديد النتائج والطرق التي تمكن من بلوغ مجتمعات متساوية في التعددية الثقافية وفي بناء جسور التعاون . ثم ألقى رئيس ومؤسس منتدى كرانز مونتانا جان بول كارترون كلمة استعرض فيها الثقافة والحضارة في العالم العربي والإسلامي. بعد ذلك بدأت الجلسة الأولى للمنتدى الذي يعقد تحت عنوان «تنوع الثقافات في العالم الحديث وفلسفة الحوار» وتضمن برنامج الجلسة مناقشة موضوع «عدم تقسيم العالم» و»لا حدود لحوار الحضارات» ومائدتين مستديرتين بعنوان «نحو إدراك فلسفة الحوار في العالم الحديث» و»تنوع الثقافات والعولمة: مساعي الحوار للتخلص من الأفكار النمطية» إلى جانب اجتماع خاص لمديري اتحاد معاهد الفلسفة الأوروبية والآسيوية.