نعود الآن إلى مطلع السبعينات الميلادية من القرن الماضي وتحديداً عهد حكومة الجنرال أرنستو غايزل في البرازيل، في السجن اجتمع طبيب أسنان يدعى لوباو وفتاة ترتدي نظارة كبيرة ولها شعر قصير تدعى ديلما يسارية معتقلة بسبب نشاطها مع جبهة التحرير الوطني. كان السؤال الذي يدور في البرازيل وفي ذهن لوباو وديلما (هل نحتاج الديموقراطية؟ هل هي ضرورية؟) ولأن الإجابات كانت تأتينا من السجن فالإجابة قطعاً ستكون نعم، ولأن خناق الحكم العسكري منذ انقلاب 1964 قد بلغ مداه بعد انقطاع بحبوحة رأس المال الأجنبي فقد تجاوبت الحكومة بإتاحة المجال للحركة الديموقراطية البرازيلية بإعلانها بشكل رسمي وفي خطوة لاحقة خرج لوباو وديلما والكثير من المعتقلين، لوباو وجد أن أمه تعاني من مرض قاتل في شبكية العين ولأن الحكومة لم تزل متفردة بالسلطة فلم يكن يلاحظ أي تغير في الخدمات الصحية ولم يجد هو وسيلة للتعبير عن غضبه كما يحدث في الدول الديموقراطية عندما يغير المواطن الحكومة حين تتردى الخدمات، ديلما في المقابل التقت بشخص آخر يدعى لولا وهو عامل عنيد كانت أبرز اهتماماته تشجيع فريقه الرياضي كورينتاس باوليستا ولكن فجأة حين فقد إصبعا من يده اليسرى بسبب عمله في مصنع ولم يعوضوه فدخل غمار العمل النقابي ثم لاحقاً السياسي ليصل صوته معبراً عن إصبعه. ديلما أصبحت الرئيسة الحالية للبرازيل ولولا هو الرئيس السابق ولوباو من أشهر أطباء البرازيل وكلهم يعتقدون أن تحول الديموقراطية من ترف إلى ضرورة يحولها إلى واقع.