هل دفعت بعض أنديتنا «هياط» رؤسائها إلى حدٍ بلغت معه الديون المستحقة عليها أرقاماً ضخمة كما حدث مع نادي الاتحاد الذي أعلنت الهيئة العامة للرياضة قبل يومين عن حجم التزاماته وديونه المالية التي وصلت إلى 299 مليون ريال؟ هذا الإعلان عن وضع الاتحاد المالي تزامن مع عرض حلقة «المهايطي» في برنامج «سيلفي»، وهو الشخصية التي تسرف في المال من أجل التباهي حتى انتهى بها الحال إلى الغرق في الديون والسجن، وهو ما دفعني أثناء مشاهدة الحلقة إلى الربط بينها وبين بعض رؤساء الأندية، وفي مقدمتهم نادي الاتحاد الذي أعتقد أنه عانى من التنافس على شراء لاعبين وتوقيع عقود كبيرة مع لاعبين محليين وأجانب ومدربين، بخلاف عمولات الوكلاء وغيرها، والعمل على تحقيق الإنجاز الآني، دون تخطيط أو وضع أي اعتبار لما سيحدث مستقبلاً. أدرك مثل عديد من المتابعين أن هناك أندية أخرى في دوري المحترفين غارقة في الديون بأرقام متفاوتة سيتم كشفها قريباً وبشكل دائم، خاصة مع توجه الرئيس العام للهيئة الأمير عبدالله بن مساعد بإعداد تقارير مالية سنوية لجميع الأندية في فترة واحدة والإعلان عنها بكل شفافية ووضوح، وإقرار عقوبات كبيرة على الأندية المديونة تصل إلى هبوطها إلى الحد الأدنى، وهي خطوة كبيرة ستجني الأندية ثمارها على المدى البعيد. هذه الخطوة وإن جاءت متأخرة، إلا أنها كشفت حجم «الهياط» المتمثل في سوء إدارات بعض أنديتنا والتعامل بطرق غير احترافية ومنظمة مما دفعهم إلى الغرق في الديون؛ لأنهم وجدوا أنفسهم غير ملتزمين في المستقبل بسدادها في حال انتهت فترتهم النظامية أو تقدموا باستقالتهم وسلموا مفاتيح النادي لمن سيخلفهم بحسب النظام، وهذه نقطة يجب الالتفات إليها من قبل الهيئة العامة للرياضة، وإلزام المتورطين فيها بمعالجة الالتزامات المالية قبل رحيلهم، خاصة إذا كانت تندرج في إطار سوء الإدارة المالية.