انعطفت بعض الشيلات من إطار «التسلية» إلى التحريض على الكراهية والعنصرية ضد أبناء الوطن، يأتي هذا دلالة على إفلاس بعض المنشدين الذين أعلنوا اعتزالهم، لكنهم يظهرون فجأة بشيلة ضد أبناء جلدتهم، وهو ما يعني أن هناك مَنْ يتبنى هؤلاء المنشدين، ويريد تسليطهم على أمتهم بهدف الانتقام منها عبرهم، وفي حال عدم إيقافهم، ومحاسبتهم، فإننا سنشاهد مزيداً من هؤلاء المحرضين، الذين وجدوا مَنْ يخدمهم، و»يطبل» لهم في «يوتيوب»، ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، وأجزم بأن هذا هو التحريض بعينه ولكن بطريقة جديدة وغير مسبوقة. مع الأسف، تحريمنا سماع الموسيقى، هو السبب وراء ظهور هؤلاء المنشدين، الذين أصبح بعضهم ألعوبة في يد مَنْ يحارب الفن وأهله، وهذا ليس بغريب علينا، فنحن أول مَنْ حارب كل جديد في هذا العالم، ثم ما لبثنا أن وجدنا مَنْ يحارب أمراً ما أحد أبطاله. لا اعتراض على الرأي، فكل إنسان له رأيه وعلينا احترامه، لأنه جزء لا يتجزأ من نسيجنا الاجتماعي، ولكن أن يترك الأفكار البناءة، وينحاز، ويحرض على بعض الاتجاهات المختلفة لأمتنا الغالية، فهذا من غير المقبول اجتماعياً، وعلينا محاسبة مَنْ يقوم بذلك ليكون عِبرة لمَنْ يريد تمزيق نسيجنا الاجتماعي في مملكتنا الغالية سواء بالشيلات، أو غيرها، فنحن لا نريد أن نرى أشخاص يدمرون مستقبلنا ومستقبل أمتنا وأبنائنا. شيلات العنصرية والكراهية سواء كانت تمجد قبيلة ما وتفضلها على غيرها، أو تمجد تياراً، أو توجهاً على آخر، هي شيلات عنصرية بالإجماع، والمؤسف أنها وصلت إلى داخل منازلنا، كما أن بعض الصحف الإلكترونية تضعها في الصفحة الأولى رغم علمها بأن هذه الشيلات لا تفضي إلا إلى الكراهية والعنصرية بين أبنائنا، وهذا دليل على أن هذه الصحف وُجِدَت لتخدم أغراضاً معينة من قِبل أشخاص لا يريدون لأمتهم خيراً. لا ألوم أصحاب هذه الشيلات، ولا مَنْ يطبل لها في الصحف، لأنهم وجدوا ضالتهم فيها، ولكن ألوم وزارة الإعلام التي غابت عن المشهد، وفي حال طال غيابها، فإننا سنشهد مزيداً من شيلات التحريض.