إذا كنت تخطط للصيام، وأنت مصاب بمرض السكري، فمن المهم زيارة ومراجعة طبيب مختص بمرض السكري، فهو القادر على تقديم النصح حول ما إذا كان ذلك آمناً لك أم لا، وإذا كنت قادراً على الصيام، فسوف ينصحك طبيبك حول كيفية الحفاظ على صحتك بشكل جيد طوال فترة الصيام. مرض السكري، هو حالة صحية، تكون فيها كمية الجلوكوز في الدم مرتفعة للغاية. يحدث المرض إذا كان البنكرياس عندك لا يصنع الأنسولين، أو أن كمية الأنسولين لا تكفي لمساعدة الجلوكوز على دخول خلايا الجسم، أو أن الأنسولين الذي يصنعه لا يعمل بشكل صحيح. الأنسولين، هو هرمون يفرزه البنكرياس، ويسمح بدخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم لاستخدامه وقوداً لتوليد الطاقة حتى نتمكن من العمل واللعب والعيش، أي أن نعيش حياتنا بشكل طبيعي؛ وهو مهم للحياة. الجلوكوز يأتي من هضم الكاربوهيدرات، ويُنتج أيضاً من قِبل الكبد. إذا كنت مصاباً بمرض السكري، فإن جسمك لا يمكنه أن يستخدم هذا الوقود بشكل سليم، لذلك يتراكم في الدم، ويمكن أن يشكل خطراً عليك. - «النوع الأول»: عندما يكون الجسم غير قادر على إنتاج أي كمية من الأنسولين، الذي نحتاجه لتكسير الجلوكوز «الطاقة» فيما نأكله، أو نشربه. نحن لا نعرف بالضبط ما هي أسباب حدوث ذلك، ولكننا نعرف أنه ليس بسبب زيادة الوزن. ولا يمكنك منع «السكري» من النوع الأول. عادة ما يتم تشخيصه عندما تكون طفلاً، أو شاباً بالغاً. حوالي 10% من مرضى السكري مصابون بالنوع الأول. – «النوع الثاني»: يتطور عندما لا يكون الجسم قادراً على صنع ما يكفي من الأنسولين، أو عندما يكون الأنسولين المنتج لا يعمل بشكل صحيح. تاريخ عائلتك، والعمر يؤثران على نسبة الإصابة به، ويمكن أن تكون أكثر احتمالاً للإصابة بمرض السكري من النوع الثاني إذا كنت سميناً. يبدأ تدريجياً، وعادة في وقت متأخر من الحياة، ولأن الأعراض قد لا تكون واضحة، لذلك قد تمر أعوام قبل أن تعلم أنك مصاب به. إذا لم يتم كشفه، فيمكن أن يؤدي إلى حالات خطيرة تهدد الحياة. حوالي 90% من الناس الذين يعيشون مع مرض السكري مصابون بالنوع الثاني. عندما لا تأكل أثناء الصيام، وبعد حوالي 8 ساعات بعد آخر وجبة، تبدأ أجسامنا باستخدام الطاقة المخزَّنة للحفاظ على مستوى الجلوكوز في الدم لدينا «السكر» بمستويات عادية، وبالنسبة إلى معظم الناس، فإن هذه العملية ليست ضارة، ولكن الأمر يختلف مع مرضى السكري، خاصة إذا كان المريض يأخذ بعض الأقراص، أو الأنسولين، حينها سيكون عرضة لخطر نقص سكر الدم، أو المعروف بانخفاض مستويات السكر في الدم. ولكوننا نصوم ساعات طويلة تتجاوز 15 ساعة، فقد يتعرض الصائم إلى مخاطر نقص سكر الدم، وكذلك الجفاف بسبب نقص شرب السوائل. وهناك مشكلة أخرى يمكن أن تحدث وهي خطر ارتفاع مستويات السكر في الدم بعد وجبة كبيرة من الطعام، الذي نتناوله قبل وبعد الصيام عند السحور والإفطار، وعليه يمكن أن يشكل نقص سكر الدم، أو ارتفاع مستوياته، والجفاف، خطراً كبيراً على مريض السكري. إن مريض السكري غير المعتمد على الأنسولين، «النوع الثاني»، يستطيع أن يصوم، ولله الحمد، دون أي مضاعفات حسب عدة دراسات، بل إن الصيام قد يساعده في تحسين مستوى السكر في الدم. أما «النوع الأول»، المعتمد على الأنسولين، فعلى الرغم من أن عدد المصابين بهدا النوع أقل كثيراً من النوع الثاني، إلا أن المريض المعتمد على الأنسولين يحتاج إلى رعاية وعناية أكبر، وليس جميع المرضى المصابين بهدا النوع يمكنهم الصيام، وإنما عدد محدود منهم بعد الالتزام بالتعليمات، وأخد الاحتياطات اللازمة للحفاظ على مستوى السكر في الدم، حيث لابد أن تكون حالة المريض مستقرة قبل حلول شهر رمضان، على ألا يكون مستوى السكر في الدم من النوع المتذبذب، الذي تصاحبه حالات انخفاض مفاجئة، أو حموضة كيتونية. كما يجب الأخذ بعين الاعتبار احتمالية انخفاض مستوى السكر عند المريض قبيل الإفطار بفترات قريبة، لذا تعتبر هذه الفترة حرجة بالنسبة إلى المريض، كذلك يجب عليه عدم القيام بأعمال مجهدة، وتجنب النوم قبل الإفطار بسبب احتمال انخفاض السكر أثناء النوم. من الأعراض: التعرق الزائد، والإحساس بالدوخة، والصداع، والشعور بضعف عام، والعصبية الزائدة، وعند الإحساس بذلك يجب التوقف فوراً عن الصيام، والإفطار بتناول قطعة سكر، أو شرب كوب من العصير الطازج، وللمريض الأجر بإذن الله. يجب أن يكون لمريض السكري استراتيجية خاصة في شهر رمضان، حيث عليه أن يلتزم جيداً بطعامه بتناول 3 وجبات، وجبة عند الفطور، وثانية عند السحور، ووجبة ثالثة بينهما مع مراعاة تأخير السحور قدر المستطاع، كما يجب عليه الإكثار من شرب الماء، على ألا يكون ذلك دفعة واحدة، بل في أوقات متفرقة، ويفضل أن يعتمد على العصائر الطبيعية الخالية من السكر بدلاً من المشروبات الملونة التي تحتوي على كميات كبيرة من السكريات المصنعة، كما أنه يستطيع أن يتناول قليلاً من الحلويات، أو المقليات الرمضانية، والاستمتاع بها شرط أن يكون ذلك تحت السيطرة، وعدم الإكثار منها لتجنب ارتفاع السكر، أو اكتساب سعرات حرارية عالية، وبالتالي زيادة الوزن. ختاماً: يجب على المريض بالسكري من النوع الأول، والثاني مراجعة الطبيب المختص، ومختصي التغذية لمعرفة كيفية تناول الدواء والطعام لتجنب أي مضاعفات، لاسمح الله، ونجمل له النصائح التالية: – احمل معك الجلوكوز دائماً. – اختبر نسبة السكر في الدم بانتظام. وهذا لن يفطرك. – اختبر مستوى السكر في الدم لديك إذا كنت تشعر بتوعك خلال الصيام. – إذا كان مستوى السكر في دمك مرتفعاً، أو منخفضاً، فيجب أن تراجع طبيبك فوراً. – إذا أصبت بالجفاف، فقم بإنهاء الصيام فوراً، واشرب الماء. – إذا بدأت تشعر بالإعياء، أو صرت مشوشاً، أو مرتبكاً، وأصبت بالهبوط، أو الإغماء، فتوقف عن الصيام، واشرب الماء، أو أي سوائل أخرى. – يجب ألا تتوقف أبداً عن أخذ الأنسولين الخاص بك، ولكن يجب أن تتحدث مع طبيبك، لأنك قد تحتاج إلى تغيير الجرعة، وأوقات حقن الأنسولين.