كشف طبيب الأسرة عاصم القرشي ل «الشرق»، أن انعكاس الصوم على صحة مرضى السكر يختلف من شخص إلى آخر حسب ستة عوامل هي: نوع السكر، والأدوية التي يستخدمها مريض السكر، ومدى تحكم المريض بمستويات السكر قبل شهر رمضان، ووجود مضاعفات للسكري أو أمراض مصاحبة أخرى، وطبيعة عمل الشخص وطريقة حياته، وتقييم صيامه في الفترات السابقة. ونصح جميع المرضى قبل الصيام بمراجعة طبيب السكر لتقييم حالة كل مريض على حدة، والتأكد من مقدرته على الصيام بشكل آمن. وقال القرشي «يجب أن يدرك مريض السكري أنه مع بداية الصوم ستختلف أوقات الوجبات ونوعية الطعام وتتغير فترات النوم، وهذا ينعكس على معدلات السكر بالدم ويحدث اختلافات لم تكن موجودة سابقاً». وأوضح أن مريض السكري يستطيع الصوم بعد مراجعة الطبيب وأخذ النصائح اللازمة للتأكد من إتمام الصوم دون مضاعفات تؤثر على صحته مستقبلاً. وحدد القرشي فئات من المرضى لا ينصحهم بالصوم لما يترتب على ذلك ضرر على صحته وهم: مريض السكري المصابين بالفشل الكلوي، مريض السكر المصاب بزيادة حموضة الدم الكيتونية، وكذلك مريضة السكر الحامل، ومريض السكر الذي لا تظهر عليه أعراض انخفاض السكر، ومريض السكر غير المستقر بين انخفاض وارتفاع. وأشار إلى أن شهر رمضان تزيد فيه احتمالية انخفاض أو ارتفاع السكر عن الأيام الأخرى، ويحدث انخفاض السكر غالباً في آخر النهار قبل الإفطار، وأضاف «لذلك لابد من قياس السكر باستمرار للاطمئنان، وإذا شعرت بأعراض انخفاض السكر أو كانت قراءة الجهاز أقل من 70 يجب الإفطار بكوب عصير أو قطعة حلوى أو أقراص الجلوكوز لتحافظ على سلامتك وتتمكن من الصيام في الأيام المقبلة». وبين أن أعراض انخفاض السكر هي الشعور بالجوع، والتعرق، ورجفة في الجسم، وتسارع دقات القلب، والشعور بالتوتر والقلق. وأكد أن الصوم تحت إشراف الطبيب والأخذ بالنصائح الطبية والغذائية مع قياس السكر باستمرار يساعد على خفض الوزن أو المحافظة عليه على الأقل، كما يساعد على خفض الدهون ويحسن مستوى السكر في الدم. وطالب مريض السكر بتجنب المشروبات المحلاة بأنواعها والحلويات والمأكولات المتضمنة السكريات البسيطة، كما يفضل تأخير وجبة السحور وتضمينها حصصاً معتدلة من النشويات والبروتينات وكذلك الخضراوات أو الفواكه، كما يجب شرب المياه باستمرار أثناء فترة الإفطار لتعويض الجفاف والسوائل المفقودة أثناء الصوم بكميات معتدلة في أوقات مختلفة لتعيد للجسم رطوبته وتوازنه، ومراقبة مستوى السكر باستمرار، وتقسيم الطعام بين الفطور والسحور وتضمين وجبة بينهما، وعدم ممارسة الرياضة أثناء الصيام، مشيراً إلى أن صلاة التراويح تعتبر جزءاً من النشاط البدني الذي يقوم به مريض السكر؛ حيث إن الركعة الواحدة تستهلك 10 سعرات حرارية، فيما تستهلك صلاة التراويح كاملة 200 سعرة حرارية. وذكر أن المريض يجب أن يفطر فوراً عند شعوره بأعراض انخفاض السكر، أو كان مستوى الجلوكوز بالدم أقل من 70، وذلك بقطعة حلوى أو أقراص الجلوكوز، وكذلك عند الشعور بأعراض ارتفاع السكر أو كان مستوى الجلوكوز في الدم أكثر من 300، ويجب شرب الماء والذهاب للمستشفى فورا، وذلك تجنباً للمضاعفات الخطيرة التي يمكن أن يتعرض لها مريض السكري.