اهتمت مجلة "فوربس" في عددها لهذا الشهر، بنشر نصائح صحية مع اقتراب شهر رمضان المبارك، واليكم هذا التقرير الخاص بصيام المصابين بداء السكري: 1. هل يمكنني الصوم خلال شهر رمضان وأنا مصاب بداء السكري؟ خلال الصيام وبعد مرور ثماني ساعات بعد تناولنا لآخر وجبة تبدأ أجسامنا باستهلاك الطاقة المخزنة فيها للمحافظة على المستويات الطبيعية للجلوكوز (السكر) في الدم. وبالنسبة لمعظم الأشخاص لا يعتبر ذلك أمرا مؤذيا. وبالطبع، ففي هذا العام ستكون مدة الصيام طويلة ولهذا تتزايد خطورة الإصابة بنقص السكر في الدم والجفاف (فقدان الماء). ومن المشاكل الأخرى التي من الممكن أن تواجها إذا كنت مصابا بداء السكري هي خطورة ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم والتي تنتج عن تناول الوجبات الكبيرة قبل الصيام وبعده في وقتي السحور والإفطار. ومن الضروري للغاية على أي شخص يعيش مع داء السكري من النوع الأول أن يفهم أنه معرض لخطورة عالية أثناء صيام شهر رمضان المبارك مقارنة مع المصاب بداء السكري من النوع الثاني. المهم جدًا أن يتم الإشراف على المرضى المصابين بداء السكري من النوع الأول الذين ينوون الصيام بدقة وأن تتم مراقبة نسبة السكر في الدم لديهم بانتظام لتخفيف المخاطر الصحية. يمكن للمرضى المصابين بداء السكري من النوع الثاني الصوم خلال شهر رمضان بأمانٍ تام شريطة أن يستعدوا لذلك جيدًا وأن يستشيروا الطبيب. إلا أن الصيام غير آمن لجميع الأشخاص الذين يعيشون مع السكري من النوع الثاني. وتعتمد قدرتك على الصيام على نحو آمن على العلاج الموصوف لك، وبالتالي من الضروري جدا بالنسبة لك ولطبيبك إجراء تقييم لبرنامجك العلاجي قبل بدء رمضان و صيامك. وسيساعدك طبيبك في وضع خطة الصيام المناسبة لحالتك. من المهم الأخذ بعين الاعتبار مدى التحكم بداء السكري، وخاصة إذا كنت عرضة إما لارتفاع متكرر لمستويات السكر (فرط السكر في الدم) أو انخفاض مستويات السكر في الدم (نقص السكر في الدم). وعلى سبيل المثال، إذا كنت تتناول أنواع معينة من الحبوب و/أو الأنسولين، فإن الصيام يعرضك للإصابة بنقص السكر في الدم. كما يكون ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم خلال الصيام خطورة محتملة، وفي الحالات المتطرفة يتسبب ذلك بالإصابة بالحماض الكيتوني السكري، وهي حالة خطرة تتطلب العلاج في المستشفى. 2. ماذا يحصل لأجسامنا خلال الصيام؟ خلال الصيام وبعد مرور ثماني ساعات من تناولنا لآخر وجبة تبدأ أجسامنا باستهلاك الطاقة المخزنة فيها للمحافظة على المستويات الطبيعية للجلوكوز (السكر) في الدم. وبالنسبة لمعظم الأشخاص فإن ذلك لا يعتبر أمر مؤذيا. ولكن بالنسبة لشخص يعيش مع داء السكري، وبخاصة إذا كان يتناول أنواع معينة من الحبوب أو الأنسولين فإنه يكون أكثر عرضة للإصابة بنقص السكر في الدم (نقص مستويات الجلوكوز في الدم). وقد يكون انخفاض مستوى السكر في الدم، وارتفاع مستويات الجلوكوز والجفاف خطرا على الأشخاص المصابين بداء السكري. 3. إذا كنت أعيش مع داء السكري من النوع الأول، فهل يكون الصيام خطرا علي؟ بشكل عام يكون الأشخاص الذي يعيشون مع داء السكري من النوع الأول أكثر عرضة لإصابتهم بتعقيدات خطيرة، وبالتالي فإنهم يُنصحون وبشدة بعدم الصيام خلال رمضان. إذا كنت تعيش مع السكري من النوع الأول وترغب بشدة في الصيام، فيكون عليك استشارة طبيبك قبل مباشرة الصيام بشكل يومي. 4. ما هي المخاطر التي قد تنتج إذا قمت بالصيام وكنت أعيش مع داء السكري من النوع الثاني؟ إذا كنت تعيش مع داء السكري من النوع الثاني وتمكنت بنجاح من تبني نمط حياة صحي عبر المحافظة على وزن الجسم الطبيعي من خلال التزام النظام الغذائي المتوازن وممارسة الرياضة بشكل منتظم، فإنك بذلك تقلص المخاطر المقترنة بالصيام. ولكن وبعد مدة طويلة من الصيام، قد يعرضك الإفراط في تناول الطعام وقت السحور ووقت الإفطار لخطورة الإصابة بفرط السكر في الدم. ويكون الحل سهلا بتوزيع استهلاك الطاقة على وجبتين أو ثلاث وجبات أصغر خلال فترة الإفطار. وقد يساعد هذا في تجنب الإصابة بفرط السكر في الدم بعد الوجبات. وكما هو الحال مع النظام الغذائي، يتوجب أن تكون تمارينك اليومية أقل شدة من أجل تجنب حالات الإصابة بنقص السكر في الدم. وفي حال كنت تتناول الأدوية الفمية التي يصفها الطبيب والإنسولين، فاستشر طبيبك لمناقشة المخاطر، والتي قد تتباين من شخص إلى آخر. 5. هل أحتاج إلى الانتظام في حمية خاصة خلال شهر رمضان، إذا كنت مصابًا بداء السكري؟ الأخبار السارة هي أنك وفي حال كنت تتبع نظاما غذائيا متوازنا، والذي ينصح الجميع بالتزامه، وتعيش مع داء السكري من النوع الثاني أو لم تكن، فهناك فرصة كبيرة لعدم حاجتك إلى تغيير مكونات نظامك الغذائي. وفي الواقع فإنك تكون قادرا على أكل ما تتناوله عادة، ويقتصر الاختلاف على الوقت الذي تتناول فيه وجبتك عوضا عن الكمية التي تتناولها أو نوع الطعام الذي تستهلكه. وفي الواقع يجب خلال شهر رمضان المحافظة على نظام غذائي بسيط لا يختلف كثيرا عن النظام الغذائي اليومي. ويجب أن يحتوي النظام الغذائي على أطعمة من كافة المجموعات الغذائية الرئيسية، بما في ذلك: . الخبز أو الحبوب أو الأرز . اللحوم أو الدجاج أو الأسماك أو البقوليات . الحليب أو اللبن أو الزبادي . الفواكه والخضروات الإفطار هي الوجبة التي تنهي الصيام، ويتم تناولها بعد غروب الشمس مباشرة بعد ساعات طويلة من الصيام. على الرغم من ذلك، من المهم أن تظل وجبة الإفطار مجرد وجبة وليس وليمة! ويتوجب عليك الانتباه إلى أمر هام وهو خطورة التعرض إلى ارتفاع مستويات سكر الدم بعد الإفطار، وبخاصة في حالة تناولك للأطعمة الحلوة. إلى جانب ذلك، يتوجب عليك إيلاء اهتمام خاص بشرب كمية كافية من الماء خلال ساعات الإفطار، لتحافظ على مستوى المياه في جسمك خلال ساعات الصيام. خلال السحور يتوجب عليك أن تتناول الكربوهيدرات النشوية التي توفر الطاقة ببطء، مثل الخبز متعدد البذور، والحبوبيات القائمة على الشوفان، والأرز البسمتي إلى جانب البذور، والحبوب، والعدس، والفاكهة والخضار. تتضمن الأطعمة الأخرى التي تحافظ على استقرار مستويات الجلوكوز في الدم طيلة فترة الصيام الخبز العربي، وخبز الجباتي، والسميد. وكما هو حال جميع الوجبات، يجب عليك تناول طعامك بتعقل، وتجنب الإفراط في تناول الطعام، والاهتمام بشرب كمية كافية من الماء. 6. ما هي مخاطر الصيام للمصابات بداء السكري خلال الحمل؟ تُنصح النساء الحوامل بشدة بالإحجام عن الصيام، وفي الواقع فإن الدين الإسلامي يجيز للمرأة الحامل عدم الصيام خلال رمضان. رغم ذلك تفضّل بعضهن أداء واجب الصيام، وإذا كانت مصابة أيضاً بداء السكري (بما في ذلك داء سكري الحمل)، فيصبح ذلك سيناريو عالي الخطورة يحتاج إلى عناية مكثفة. يتضمن الحمل حالة من زيادة الحساسية للأنسولين وإفراز الأنسولين. وخلال الحمل عموما ما تنخفض مستويات الجلوكوز في الدم في حين ترتفع مستويات الجلوكوز والأنسولين بعد تناول الوجبة عند النساء الحوامل ممن يتمتعن بصحة جيدة مقارنة مع النساء غير الحوامل. وترتبط المستويات المرتفعة من الجلوكوز في الدم بزيادة خطر الإصابة بالشذوذ الخلقي. كما ويتوجب الانتباه إلى أن القضايا المتعلقة بإدارة داء السكري من النوع الأول والنوع الثاني تنطبق أيضا على النساء الحوامل، إلى جانب المراقبة على نحو أكثر تكرارا وتعديل جرعة الأنسولين.