لم تغب فرنسا عن نهائيات كأس أوروبا لكرة القدم منذ عام 1992، وعلى أرضها تحلم بلقبها الثالث بعد 1984 مع أسطورتها الجريح ميشيل بلاتيني و2000 مع فرقة زين الدين زيدان. ومن عادة المنتخب الفرنسي تحقيق نتائج طيبة على أرضه في المسابقات الكبرى، فبعد تتويجه باللقب القاري عام 1984، نجح في خطف لقبه العالمي الوحيد على أرضه أيضاً في 1998 على حساب البرازيل بثلاثية نظيفة. وبعد وصولها إلى نهائي مونديال 2006 عندما خسرت أمام إيطاليا بركلات الترجيح، تراجعت فرنسا، فخرجت من الدور الأول من كأس أوروبا 2008 وكأس العالم 2010، ثم من ربع النهائي في أوروبا 2012 ومونديال 2014. ومنذ تتويجها على حساب إيطاليا 2-1 في نهائي 2000 المثير في روتردام تحت إشراف المدرب روجيه لومير، لم تنجح فرنسا في تحقيق الفوز في أي مباراة إقصائية من المسابقة القارية. ولم تعد فرنسا الفريق المرعب الذي ضم زين الدين زيدان وتييري هنري والمدرب الحالي ديدييه ديشان ودافيد تريزيجيه ولوران بلان ومارسيل دوسايي وليليان تورام وغيرهم من تشكيلة إيميه جاكيه التي أحرزت مونديال 1998، ثم توجت بلقب أوروبا 2000. لكن فرنسا لطالما فرضت احترامها على الساحة الدولية بفضل لاعبين أسطوريين، على غرار ريمون كوبا وبلاتيني وزيدان. واستبعد ديشان من القائمة الأولية لاعب نيس المتألق هذا الموسم حاتم بن عرفة ولاعب ليون ماتيو فالبوينا، لكنه ضم أفضل لاعب في الدوري المكسيكي مع فريقه تيجريس أندريه بيار جينياك لاعب مارسيليا السابق. كما يغيب عن تشكيلة الزرق مهاجم ريال مدريد الإسباني كريم بنزيمة «27 هدفاً في 81 مباراة دولية» لاتهامه بابتزاز فالبوينا في شريط جنسي، ومدافع ليفربول الإنجليزي مامادو ساخو لمخالفته قانون الكشف عن المنشطات. ويعوِّل ديشان على الحارس هوجو لوريس «توتنهام الإنجليزي» والمدافع لوران كوسيلني «أرسنال الإنجليزي»، ولاعبي الوسط نغولو كانتيه «ليستر سيتي الإنجليزي» وبليز ماتويدي «باريس سان جرمان» وبول بوجبا «يوفنتوس»، والمهاجمين كينغسلي كومان «بايرن ميونيخ الألماني» وجينياك وأوليفييه جيرو «أرسنال» وأنطوان جريزمان «أتلتيكو مدريد الإسباني» وأنطوني مارسيال «مانشستر يونايتد الإنجليزي» وديميتري باييه «وست هام الإنجليزي». مداواة الجراح عرف معسكر المنتخب الفرنسي خيبات انضباطية كبرى على غرار مستواه الفني في السنوات الماضية، ففي مونديال 2010 طرد المهاجم نيكولا أنيلكا من بعثة المنتخب لخلاف مع المدرب الغريب الأطوار ريمون دومينيك، وتلا ذلك مقاطعة زملائه التمارين في جنوب إفريقيا. وفي 2012، دخل لاعب الوسط سمير نصري في مشادة عنيفة مع صحافي أوقف بعدها 3 مباريات. كما أوقف المهاجم جيريمي مينيز عن خوض مباراة بسبب مواجهة مع أحد الحكام وزميله الحارس هوغو لوريس. وستضاف جراح جديدة في مشاركتها الحالية ناتجة عن المشاهد المؤلمة التي عاشتها العاصمة باريس خلال اعتداءات 13 نوفمبر 2015 أسفرت عن 130 قتيلاً، في يوم المواجهة بين فرنسا وألمانيا وديّاً على «استاد دو فرانس» الذي شهد اعتداءات خارج أسواره. وتفتتح فرنسا مشوارها على «استاد دو فرانس» في ضاحية سان دوني أمام رومانيا في 10 يونيو ضمن المجموعة الأولى، ثم تواجه ألبانيا في 15 منه في مارسيليا قبل أن تختتم الدور الأول ضد سويسرا في 19 منه في ليل.