وضعت فرنسا قدمها منطقيا في الدور الثاني من مونديال 2014 لكرة القدم بعد فوزها الكبير على سويسرا 5-2 اليوم الجمعة على ملعب "ارينا فونتي نوفا" في سالفادور دي باهيا في قمة المجموعة الخامسة من نهائيات البرازيل . ورفعت فرنسا رصيدها الى 6 نقاط بعد ان سحقت هندوراس في الجولة الاولى بثلاثية نظيفة، فيما قلبت سويسرا تخلفها امام الاكوادور الى انتصار غال في الدقائق الاخيرة 2-1. وضمنت فرنسا بنسبة هائلة تأهلها الى الدور الثاني وهي قد تؤكده بحال عدم فوز الاكوادور على هندوراس في وقت لاحق. وستعجز فرنسا عن ذلك في حالة وحيدة وهي خسارة هندوراس امام الاكوادور، ثم خسارتها في الجولة الثالثة الاخيرة امام الاكوادور وخسارة هندوراس امام سويسرا، شرط الا يصب فارق الاهداف في مصلحتها وهو امر مستبعد بعد فوزيها الكبيرين.
وهذه اول مرة تفوز فرنسا في اول مباراتين من النهائيات بعد نسخة 1998 عندما احرزت اللقب، علما بانها في اخر خمس مرات بلغت الدور الثاني كانت تبلغ على الاقل الدور نصف النهائي. ويبدو ان سويسرا، الباحثة عن تكرار وصولها للدور الثاني لاول مرة منذ 2006 عندما خرجت من المسابقة من دون ان تتعرض لاي خسارة وتتلقى اي هدف (خرجت بركلات الترجيح)، متجهة لتكرار مشوار 2010 عندما فازت على اسبانيا 1-صفر التي توجت لاحقا باللقب، لكنها خسرت امام تشيلي (صفر-1) وسقطت في فخ التعادل السلبي امام هندوراس في الجولة الاخيرة وخرجت خالية الوفاض. واللافت ان سويسرا تلقت في شوط واحد من هذه المباراة عدد اهداف اكبر (3) من كامل مشاركتيها السابقتين في 2006 و2010 (هدف واحد في 7 مباريات). وقبل بضع ساعات على المباراة اشتعلت حرب إعلامية بين الجانبين حيث وضعت صحيفة "لوماتان" السويسرية صورة للديك الفرنسي ولاعبي سويسرا يحاولون الانقضاض عليه مع عنوان "انتفوا هذا الديك"، فيما وضعت صحيفة "ليكيب" الفرنسية صورة لبنزيمة وبوغبا وغريزمان وعنوان " الكل مع الديوك باسثتناء المحايد"، فتبين ان مهمة النتف بالغة الصعوبة امام المدرب ديدييه ديشان ولاعبيه. واستبعد ديشان، الذي قاد "الديوك" كلاعب الى اللقب العالمي الوحيد حتى الان عام 1998، لاعب الوسط بول بوغيا عن التشكيلة الاساسية والمهاجم انطوان غريزمان لحساب موسى سيسوكو واوليفييه جيرو. من جهته، استعان الالماني اوتمار هيتسفلد بتشكيلته الاساسية بالمهاجمين حارس سيفيروفيتش وادمير محمدي اللذين سجلا هدفي الفوز بعدما كان بديلين في مباراة الاكوادور، بدلا من فالنتين ستوكر ويوسيب درميتش. وافتتح كريم بنزيمة فرص المباراة بتسديدة يمينية من خارج المنطقة التفت وجاورت القائم الايسر للحارس دييغو بيناليو (6). وتعرض المدافع السويسري ستيف فون برغن لاصابة بالغة في عينه اثر ضربة من جيرو فنزف بقوة ما دفع هيتسفلد الى اجراء تبديل مبكر والزج بفيليب سنديروس (9). واحسن ديشان باختياره عندما ارتقى جيرو مهاجم ارسنال الانكليزي عاليا لركنية ماتيو فالبوينا ولعبها رأسية ارتدت من يد الحارس بيناليو داخل الشباك ليحرم الاخير زميله ريكاردو رودريغيز من ابعادها (17). وهذا الهدف الرقم 100 لفرنسا في تاريخ مشاركاتها في كاس العالم. لكن الصدمة السويسرية تكرست باخرى بعد 66 ثانية عندما خسر فالون بهرامي لاعب وسط نابولي الايطالي الكرة من دون مبرر الى كريم بنزيمة، فمرر مهاجم ريال مدريد الاسباني الى بليز ماتويدي المندفع من الخلف فانفرد بالحارس وسدد بيسراه الى يمينه (18). وسدد بنزيمة، صاحب هدفين في مباراة هندوراس، كرة ذكية من حافة المنطقة التقطها بيناليو (25). واهدرت سويسرا فرصة مزدوجة لتقليص الفارق فمن اول تسديدة لغرانيت خاكا صدها الحارس هوغو لوريس ببراعة، تابعها شاكيري بيسراه من زاوية ضيقة ابعدها حارس مرمى توتنهام الانكليزي مرة ثانية ببراعة الى ركنية (30). ولعب بنزيمة مجددا دور صانع الكرات الخطيرة فحصل على ركلة جزاء عندما عرقله يوهان دجورو في موقع غير مبرر على حافة خط الملعب، لكن بيناليو صدها ببراعة، فارتدت الى لاعب الوسط يوهان كاباي المتابع فسددها في العارضة امام المرمى الخالي (31)، لتهدر فرنسا فرصة التقدم بثلاثية نظيفة بعد نصف ساعة فقط على انطلاق المباراة. واهدر بنزيمة اول ركلة جزاء في البطولة والاولى لفرنسا في تاريخ مشاركاتها في كاس العالم (باستثناء ركلات الترجيح). ولم يتأثر الفرنسيون باهدار الركلة، وتابعوا هوايتهم بالتسجيل، فمن كرة مرتدة سريعة على الجهة اليسرى اندفع جيرو ولعب كرة مقشرة بيسراه الى ماتيو فالبونيا لكزها لاعب مرسيليا في المرمى مسجلا الهدف الثالث (40). ومن الكرة التالية لعب بنزيمة عرضية الى فالبوينا على مشارف المنطقة كاد يزرعها هدفا رابعا لكن الحارس صدها (43)، ثم سدد لاعب ليون السابق بين يدي بيناليو (45+2). وفي الشوط الثاني دفع هيتسفلد بلاعب الوسط بليريم دزيمايلي بدلا من زميله في نابولي بهرامي. وسدد جيرو من خارج المنطقة باحثا عن الثنائية لكن يساريته كانت بعيدة عن القائم الايسر (55)، رد عليها البديل دزيمايلي بكرة صاروخية كادت تهز المقص الايمن لمرمى فرنسا (57). وشنت سويسرا عدة هجمات بحثا عن هدف الشرف، فوصلت عرضية الى ادمير محمدي لكن لاعب فرايبورغ الالماني سدد فوق العارضة بعد ضغط من لوريس (64). واصيب قلب دفاع فرنسا مامادو ساخو فدخل لوران كوسيلني مدافع ارسنال الانكليزي بدلا منه (66). و لعب بنزيمة دور البطولة وعوض ركلته الضائعة عندما استغل على افضل وجه تمريرة للبديل بوغبا بعد دقائق على دخول الاخير بدلا من جيرو، فاستلمها الاول بعد ان اخطأ سنديروس في تشتيتها وسددها من مسافة قريبة بينيدي بيناليو مسجلا هدفه الثالث ومرتقيا بالتساوي الى صدارة الهدافين (67). وهذا الهدف التاسع لبنزيمة مع فرنسا في اخر تسع مباريات. واهدر الظهير الايسر باتريس ايفرا كرة الهدف الخامس من داخل المنطقة بعدما كان منفردا لكنه سدد فوق العارضة (72). لكن بعد ثوان قليلة غرز سيسوكو هدفا جديدا في الخاصرة السويسرية الرخوة مستلما تمريرة من بنزيمة احد نجوم المباراة رغم اهداره ركلة جزاء فسددها يمينية ارضية الى يمين بيناليو الذي اصبح ثاني حارس يتلقى خمسة اهداف في النهائيات الحالية بعد الاسباني ايكر كاسياس امام هولندا (1-5) في الجولة الثانية (72). وتابع الفرنسيون استعراضهم الساحق وكاد بنزيمة يحقق الثنائية بيسارية طائرة من مسافة قريبة امام الحارس بيناليو الذي صد كرات كثيرة للديوك برغم اهتزاز شباكه خمس مرات (76). ومن ضربة حرة لسويسرا مرت بين اقدام ماتويدي وبنزيمة سجل دزيمايلي هدف الشرف لسويسرا من مسافة بعيدة وهز شباك لوريس لاول مرة في المونديال الحالي (81). وهذا الهدف الاول في المونديال الحالي من ضربة حرة. وسدد شاكيري من مسافة بعيدة كرة انقذه الوريس ببراعة (86)، لكن خاكا فك حصن الدفاع بكرة ساقطة من فوق الدفاع تابعها بيسراه طائرة جميلة الى يسار حارس ليون ونيس السابق (87)، قبل ان تنتهي المباراة على وقع تسجيل بنزيمة هدفا سادسا الغاهالحكم بداعي انتهاء الوقت. وهذا الفوز السادس عشر لفرنسا على سويسرا في 27 مباراة مقابل 12 خسارة و9 تعادلات، علما ان مواجهتهما اليوم كانت الاولى في كاس العالم. وفشلت سويسرا بتحقيق فوزها الاول على فرنسا بعد الاخير في مباراة ودية في لوزان عام 1992 بنتيحة 2-1، ووقتذاك كان ديشان المدرب الحالي لفرنسا اساسيا، فيما كسرت فرنسا سلسلة التعادلات في المباريات الثلاث الاخيرة بينهما. وهذه الخسارة الثانية لسويسرا في اخر 20 مباراة (13 فوزا و5 تعادلات) بعد الاخيرة امام كوريا الجنوبية في تشرين الثاني/نوفمبر 2012. وكسرت فرنسا عقدة الجولة الثانية من الدور الاول، بعد ان كانت "كارثة" المونديال الافريقي لا تزال عالقة على الخصوص في أذهان كل فرنسي في مختلف انحاء العالم: بعد التعادل السلبي امام الاوروغواي في الجولة الاولى، سقطوا أمام المكسيك صفر-2 في مباراة شهدت مشاداة بين المدرب ريمون دومينيك وقتها والمهاجم نيكولا انيلكا بين الشوطين حيث شتم الاخير الاول ب"ألفاظ نابية" ما ادى الى طرده من تشكيلة المنتخب وهو ما ادى الى اضراب اللاعبين عشية المباراة الثالثة الاخيرة دعما للاعب، ثم خسروا امام جنوب افريقيا 1-2 وودعوا ب"فضيحة تاريخية". وفرضت فرنسا احترامها على الساحة الدولية، اقتربت من التتويج عدة مرات، واخفقت في المربع الاخير في 1982 و1986، لكنها انتظرت حتى 1998 على ارضها حتى تحرز لقبها العالمي الاول، اتبعته بكأس اوروبا 2000. كادت تكرر فعلتها في 2006 لكن ركلات الترجيح في النهائي امام ايطاليا ونطحة زيدان مهدتا لفضيحة جنوب افريقيا 2010. شاركت سويسرا في كأس العالم تسع مرات لفترات متقطعة، لكنها غابت عن الحدث نحو ثلاثين سنة بين 1966 و1994. بلغت ثمن النهائي ثلاث مرات، وتعود اخر مشاركة لها في ربع النهائي الى 1954 عندما استضافت النهائيات