خلال الأسابيع الماضية كان لي تجربة مع إحدى الوزارات عبر سنترالها، كنت عميلا صبورا، لحوحا، أطارد معاملتي بكل شكيمة، ويوميا أتصل على ذلك السنترال العتيد، وليس ثمة من يجيب!، كان الأمر يشكل لي تحديا ولغزا في نفس الوقت، إذ كيف لوزارة برمتها أن تضع سنترالا معطلا أو فارغا من الموظفين طيلة هذا الوقت، تذكرت أنه ربما أن هذه الوزارة غيرت أرقامها أو حدثتها من ضمن ما حدثته بعد رؤية 25 إبريل، فذهبت بمكالمتي إلى شركة الاتصالات وبمجرد أن أعملت الأرقام بالهاتف، وقبل أن يرتد إلي طرفي رد موظف الشركة معرفا بنفسه واتبع ذلك: كيف لي أن أخدمك يا سيدي، قلت له: ليت كل موظفي سنترالات الوزارات مثلك، قال: أعتز بخدمتك أستاذي، قلت له: أريد رقم الوزارة الفلانية كثّر الله من أمثالك بسنترالات وزاراتنا، قال: خذ الرقم من جهاز الرد الآلي، فبادرته سريعا، هل الرقم هو: ثم تلوت عليه الرقم، فقال: نعم أستاذي هو نفسه، قلت: لكنه لا يجيب منذ مايقارب عشرة أيام، قال في أدب جم: لا أعلم أستاذي. انتهت المكالمة وعدت إلى مغالبة سنترال الوزارة بعد كل ربع ساعة أو نصف ساعة أضغط زر الإعادة وأستمع للطون طوون طوون، وذات مرة حدث ما لم يتوقع، رد المأمور: ففزعت للسماعة وقبضتها، قلت: يا أخي هل في سنترالكم عطل أم ماذا؟، قال بنبرة فيها زجر ونهر، لا ولكن ماذا تريد؟ قلت: هل ممكن أن تحيلني لإدارة فسح الكتب؟ ودون أن يهمس بكلمة، سمعت نغمة جرس التحويلة التي لم تجب. عدت بالخيبة وأنا أقول لمهندس التحول ورؤية إبريل: الوزارات والمصالح الحكومية باينة من سنترالاتها.