بدأت في باكستان أمس جولة خامسة من محادثات رباعية تهدف إلى تمهيد الطريق أمام إنهاء الحرب الأفغانية عن طريق التفاوض وسط آمال ضئيلة في جلب مقاتلي حركة طالبان إلى طاولة التفاوض سريعاً. وأحجمت الحكومة الأفغانية عن إرسال وفد من كابول للمشاركة في جولة المحادثات الجديدة قائلة إن سفيرها لدى إسلام آباد سيمثل الحكومة إلى أن تفي باكستان بتعهداتها بوقف إيواء حركة طالبان الأفغانية على أراضيها. وتضم مجموعة التنسيق الرباعية مسؤولين من أفغانستانوباكستانوالولاياتالمتحدة والصين وتبذل جهوداً لتسهيل إجراء محادثات مباشرة بين الحكومة الأفغانية وطالبان. لكن طالبان التي أطاح بها من الحكم تدخل بقيادة الولاياتالمتحدة في عام 2001 لم تشارك في أي من اجتماعات مجموعة التنسيق. وقال متحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني إن أفغانستان لن ترسل وفداً من كابول. وأضاف داوا خان مينابال «الوفد الأفغاني الذي شارك من أفغانستان لن يشارك حتى تفي باكستان بالتعهدات التي قطعتها خلال اجتماعات سابقة». وأبدت باكستان ثقة في أنها قادرة على الضغط على ممثلي طالبان للعودة إلى طاولة التفاوض بحلول مارس إلا أن المقاتلين أصدروا بيانا في نهاية فبراير يرفضون فيه المشاركة. وطالب عبد الغني غاضباً باكستان باستخدام القوة لطرد طالبان والمقاتلين المتحالفين معها من أراضيها الشهر الماضي بعد أن أسفر انفجار شاحنة ملغومة عن سقوط 64 قتيلاً في كابول. وتنفي باكستان التي تقاتل متشددي حركة طالبان الباكستانية إيواء زعماء طالبان الأفغانية على أراضيها. وصعدت قوات طالبان الأفغانية حملتها خلال العام الماضي للإطاحة بحكومة كابول التي تكافح منذ انسحاب معظم القوات الأجنبية من البلاد بنهاية عام 2014. وكانت أول محادثات سلام رسمية مع طالبان منذ آخر مراحل الحرب الأفغانية التي بدأت عام 2001 انهارت العام الماضي بعد أن أعلنت الحركة وفاة مؤسسها الملا عمر قبل ذلك بعامين مما أثار فوضى في صفوف الحركة المتشددة. وتعاني طالبان منذ ذلك الوقت من اقتتال داخلي.