شهدت أمسية شعرية أقامها أدبي الشرقية، أمس الأول في مقره بالدمام، حضوراً نسائياً كثيفاً لم يشهده منذ زمن. وقالت مسؤولة العلاقات العامة في النادي عائشة الشيخ أنها لم تر هذه الكثافة للحضور في قاعة السيدات منذ أكثر من عامين. وجمعت الأمسية، التي قدمها الشاعر زكي الصدير، ثلاثة شعراء، هم: محمد خضر وشفيق العبادي وياسر العتيبي.وفي بداية الأمسية، قال الصدير إن النادي جمع الشعراء الثلاثة من مناطق مختلفة (خضر من أبها، والعبادي من القطيف، والعتيبي من مكةالمكرمة)، «فقط ليقول لنا إننا وطن مسكون بالشعر والجمال واللغة والحلم.. فلا تستيقظوا من أحلامكم». وبعد أن ألقى الصدير نبذة عن ضيوف الأمسية، بدأ الشعراء في تبادل تباعاً، في ثلاث جولات، حيث قرأ العبادي مقطوعة «سرى البرق» في الشاعر محمد الثبيتي.ونوّع العبادي في إلقائه للقصائد الأخرى، لتشمل «سبورة» و»رفقاً بما تبقى من آنية الانتظار» و»قهوة العشق»، وبضعة نصوص قصيرة.بينما ألقى خضر قصائد «الطفل الذي شاهدته على شاشة التلفزيون قتيلاً» و»لا عنوان لي» و»حرية» و»المثل الشعبي» و«أحياناً تسقط متعبة»، وعدة مقاطع بعضها معنون وأخرى غير معنونة. وكان الصدير عَرَف العبادي، في بداية الأمسية، بأنه شاعر جاء من القرن الماضي محملا بنوارسه وأحلامه وذاكرة بحره التاروتي العربي الكوني بكل أساطيره وحكاياه وغرائبياته. فيما قال عن خضر «إنه يخدعنا، شاعر لا يهدأ أبدا رغم صمته البادي عليه، ما إن يطفئ ناراً حتى نجده يشعل نارا أخرى في الجوار، شاعر أحببناه بصوره السينمائية المكثفة التي تهزّ صمتنا تجاه المألوف والعادي، جاءنا بحقيبة طفل من أبها حيث المطر والجبال والخضرة والحياة والسحر ليقيم بيننا عقداً من الزمن»، أما العتيبي فمنح الصدير الحيرة في تعريفه، حيث قال عنه «لا أدري إن كنت أمام شاعر أم قاص، أم كائن لغوي أخذته لحظة الكتابة فلم يكترث بعدها كيف تكون، إنه الشاعر الذي جاءنا من أرض الأرعن الطمّاح ذي الذؤابة الباذخة الذي يطاول أعنان السماء بكاهله، ويسدّ مهب الريح بمنكبه، جاءنا من أرض الجبال الوقورة التي تتربع على ظهر الفلاة بحيادية تامة، من مكةالمكرمة».