بدأ نادي مكة الثقافي الأدبي يخطو نحو كبار الأدباء والمفكرين والمثقفين بمكةالمكرمة ويقلب في صفحاتهم مستخرجا جملاً تحكي عطاءهم وتنير للشباب دروبهم في خطوة تستحق منا الشكر والتقدير. وبالأمس الذي لم يكن ببعيد كان تكريم المؤرخين والجغرافيين الذين سهروا الليالي قارئين وتخطوا الجبال والوديان باحثين ومنقبين. وجاء تكريم القاص حامد حسين دمنهوري رحمه الله الذي لم ينل حقه من التكريم في حياته فمنحه النادي جزءاً من ذلك الحق بعد مماته وكأن النادي يريد من خلال مثل هذه الخطوات القول بأن أدباءنا ومثقفينا محل اهتمامه وعنايته أحياء كانوا أم أمواتا. وخلال الأسبوع الحالي عاد نادي مكة الثقافي الأدبي مقلباً الصفحات فجاءت الأمسية شعرية للشاعر الأستاذ / مصطفى زقزوق شفاه الله الذي صدحت قصائده من أم القرى متجهة نحو مشرق العرب ومغربهم وكم كنت سعيدا لو التقيت بشاعرنا الزقزوق الذي لم أره منذ سنوات غير أن حالته الصحية التي آلمت بجسده كما ألمت أفئدتنا لم تمكني من شرف الالتقاء به فحل أستاذنا الشاعر حمزة إبراهيم فوده محله في أمسية سعدت وتشرفت بحضورها والاستماع لمعزوفات من قصائده التي كانت إلى وقت قريب غائبة عن الذهن وأخرى لازالت ضمن ديوانه الجديد الذي لم يصدر بعد. ولترسيخ مفهوم الاندماج بين الماضي والحاضر شاركت الدكتورة مها العتيبي في الأمسية فألقت هي الأخرى بعضاً من قصائدها التي أكدت أن للشعر العربي الأصيل مكانته التي تتناولها الأجيال . وبين من كان سيحيي الأمسية ومن أحياها تذكرت عدداً من الأدباء والشعراء الذين نهلت من معينهم الأدبي الكثير يوم كانت قصائدهم تنثر حللها على صفحات الملحق الأدبي بالعزيزة “ الندوة “ وكان من بينهم الشاعر الأستاذ / عبدالله جبر الذي هزت قصائده الأفئدة وأدمت كلماته الأعين. وكان أستاذنا محمد موسم المفرجي رحمه الله المشرف على الملحق الأدبي آنذاك يصر على أن تكون قصائد الأستاذ الجبر مشكلة بضمها وفتحها وسكونها على أن تخرج تلك القصائد مزانة بالتشكيل فأين من خطت أنامله حللا شعرية زانت بها الدواوين وتعطرت بأحرفها الصحف والمجلات؟. أملنا كما نال أستاذنا مصطفى زقزوق شفاه الله حقه في الدعوة لإحياء أمسية شعرية أن نرى أستاذنا عبدالله جبر وقد حل هو الآخر ضيفاً على المنصة ناثراً بعضاً من قصائده. فهل سيسعى نادي مكة الثقافي الأدبي مجددا نحو من رسخوا في الأذهان إبداعاتهم الأدبية والشعرية؟.