بعد أقلّ من يومين من فشل الإرهاب في محافظة بيشة؛ نجح الأمن السعودي في الإيقاع بالعناصر الإرهابية المتورطة في القضية، وقتل اثنين منهم، والقبض على أخطر المطلوبين، في سلسلة من العمليات الدراماكية المعقدة. وكشف المتحدث الأمني لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن المطلوب عقاب معجب قزعان العتيبي بات في يد العدالة، واصفاً إياه بأنه «أخطر المطلوبين للجهات الأمنية». المطلوب العتيبي له علاقة بالموقوف سويلم الهادي سويلم القعيقعي على ذمة قضية أحداث الدالوة التي وقعت في محرم 1436، ومتورط مع عناصر في خلية ضرماء، وفي تفجير مسجد قوة الطوارئ الخاصة بعسير التي وقعت في شوال العام الماضي، إضافة إلى تورطه في جريمة استشهاد العميد كتاب ماجد كتاب الحمادي العتيبي في جمادى الثانية الماضي. وفي المؤتمر الصحفي الذي عقده اللواء التركي، في نادي الضباط أمس، قال إن الجهات الأمنية قبضت على المطلوب بعد مرور 24 ساعة من مقتل المطلوبين عبد العزيز احمد محمد البكري الشهري، وياسر علي يوسف الحودي، اللذين سبق الإعلان عنهما في بيان سابق بعد التثبت من هويتهما. مضيفاً أن أن مسرح العملية الأمنية يقع في منطقة برية وعرة شرق محافظة بيشة بمساحة 40 كلم واستغرقت حوالي 36 ساعة، حيث بدأت فجر الجمعة بعد رصد سيارتين إحداهما تنقل مواد متفجرة تعامل معها رجال الأمن بإعطابهما وتفجير المواد المنقولة فيهما، قبل أن يترجل منهما المطلوبون الثلاثة ويحاولوا التحصن بمنطقة جبلية. وقدّم التركي وصفاً مفصّلاً لتعقب المطلوبين، وحزم رجال الأمن معهم، لينتهي الموقف بمقتل عبدالعزيز الشهري وياسر الحودي، وفرار عقاب العتيبي، لتبدأ مرحلة جديدة من التعقب المعقد، شارك فيها المسح الجوي المكثف الذي مشط محيط المواجهة مدة 24 ساعة، وتوصل إلى موقع الهارب، لتتم محاصرته وإرغامه على الاستسلام ، دون تمكينه من أي فرصة للمقاومة أو استخدام الحزام الناسف الذي كان يرتديه وتجريده منه وضبط ما بحوزته من أسلحة. قائد المهمة الميدانية العقيد خالد العنزي تحدّث في المؤتمر، مفيدًا بأن العملية بدأت بمعلومات أمنية مهمة وردت عن الثلاثة الذين كانوا يستقلون سيارتين في منطقة صحراوية جبلية وعرة، ليتم وضع خطة أمنية بتحديد ساعة الصفر ودراسة المنطقة جغرافيًا. وأكد أن الجهات الأمنية رصدت المطلوبين الثلاثة وطاردتهم، ثم تبادلت معهم إطلاق النار بعد فرارهم، مما أدى إلى احتراق السيارة الأولى وانفجار الثانية، وترجل المطلوبين منها، فيما وجهت لهم النداءات المتكررة بالاستسلام، إلا أنهم رفضوا، مبادرين بإطلاق النار بشكل كثيف على العناصر الأمنية، مما تطلب الرد بالمثل ونتج عنه مقتل اثنين وفرار الثالث، وخلال اليوم الثاني وبمشاركة الطيران الأمني تم رصد المطلوب الثالث والتفاوض معه بتسليم نفسه.