أكد الناطق الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي اليوم (الأحد)، أنه في اليومين الماضيين نفذت عملية أمنية في محافظة بيشة في منطقة عسير أسفرت عن القبض على المطلوب للجهات الأمنية عقاب معجب قزعان العتيبي أخطر المطلوبين للجهات الأمنية . وأوضح خلال المؤتمر الصحافي الذي عقده اليوم في «نادي ضباط قوى الأمن» في الرياض، أن الجهات الأمنية قبضت على المطلوب بعد مرور 24 ساعة من مقتل المطلوبين عبد العزيز أحمد محمد البكري الشهري، وياسر علي يوسف الحودي، اللذين سبق الإعلان عنهما في بيان سابق بعد التثبت من هويتهما . وبيّن اللواء التركي أن العملية الأمنية جرت في منطقة برية وعرة شرق محافظة بيشة بحوالى 40 كيلومتراً واستغرقت حوالى 36 ساعة، إذ بدأت العملية فجر الجمعة الماضي بعد رصد سيارتين، إحداهما تنقل مواد متفجرة تعامل معها رجال الأمن بإعطابهما وتفجير المواد المنقولة فيهما إذ ترجل من السيارتين المطلوبون ولجأوا إلى منطقة جبلية للتحصن . وأضاف أن رجال الأمن تعاملوا مع الموقف بكل حزم وقوة ما أسفر عن مقتل المطلوبين عبد العزيز الشهري وياسر الحودي، بعدها واصلت الفرق الأمنية تمشيط المنطقة والبحث عن المطلوب عقاب العتيبي بعد فراره. وأضاف الناطق الأمني لوزارة الداخلية إن رجال الأمن استثمروا المعلومات الميدانية التي أكدت لهم تواجد المطلوب عقاب العتيبي وحددت موقعه بعد فراره واختفاءه في مكان آخر بمحيط موقع تبادل إطلاق النار، مبيناً أن الفرق الأمنية استخدمت المسح الجوي المكثف للموقع وتمشيطه ل 24 ساعة، وبعد التأكد من موقعه تمت محاصرته من رجال الأمن وإرغامه على الاستسلام ، من دون تمكينه من أي فرصة للمقاومة أو استخدام الحزام الناسف الذي كان يرتديه وتجريده منه وضبط ما بحوزته من أسلحة. وبعد ذلك تحدث قائد المهمة الميدانية العقيد خالد العنزي، مفيداً أن معلومات أمنية مهمة وردت إليهم عن تواجد أشخاص يستقلون سيارتين في منطقة صحراوية جبلية وعرة، مشيراً إلى أنهم أعدوا خطة أمنية بتحديد ساعة الصفر ودراسة المنطقة جغرافياً. وأكد أن الجهات الأمنية بعد أن تواجدت في الموقع المحدد رصدت المطلوبين بمطاردتهم، ثم تبادلت معهم إطلاق النار بعد فرارهم، ما أدى إلى احتراق السيارة الأولى وانفجار الثانية، وترجل المطلوبين منها، فيما وجهت لهم النداءات المتكررة بالاستسلام، إلا أنهم رفضوا، مبادرين بإطلاق النار بشكل كثيف على العناصر الأمنية، ما تطلب الرد بالمثل ونتج عنه مقتل شخصين من المطلوبين وفرار الثالث، وخلال اليوم الثاني وبمشاركة الطيران الأمني تم رصد المطلوب الثالث والتفاوض معه بتسليم نفسه. وبعد ذلك تحدث العميد بسام عطية من «مركز الدراسات الاستراتيجية» في وزارة الداخلية، مبيناً أنه في منطقة عسير بمحافظة بيشة تم إحباط عمل إرهابي عبارة عن سيارتين تحمل كمية من المواد المتفجرة فجر الجمعة الماضي خلال عمليات ميدانية نوعية غطت بحدود 40 كيلو متراً وعمل متواصل يزيد عن 24 ساعة، نتج عن هذه العملية هلاك ياسر علي الحودي وعبد العزيز الشهري والقبض على المطلوب عقاب العتيبي. وأشار إلى أن «الهالك ياسر علي الحودي 21 عاماً له خبرة في صناعة الأحزمة الناسفة المتفجرة والعبوات الناسفة، وقد خطط لاغتيال أحد ضباط الأمن في منطقة القصيم ومتورط ومشارك في عملية اغتيال العميد كتاب الحمادي». وفي حين أن «الهالك عبدالعزيز الشهري 35 عاماً في دائرة العمل الإرهابي منذ العام 1425 هجري ودخل الدائرة الإرهابية في ذروة أعمال القاعدة التي استهدفت المملكة العربية السعودية وله ارتباط في تفجير قوات الطوارئ الخاصة بعسير وله ارتباط باغتيال العميد كتاب الحمادي». وتابع العميد عطية أن «الموقوف عقاب العتيبي 29 عاماً له علاقة بعملية إطلاق النار على المصلين في مسجد المصطفى بقرية الدالوة، وتفجير مسجد الطوارئ الخاصة بعسير، وحادث الخزن الاستراتيجي باغتيال رجل أمن، واغتيال العميد كتاب الحمادي». وأبان عطية أن «الموقوف عقاب العتيبي حاصل على الشهادة المتوسطة، وينتهج الفكر التكفيري، وشارك في مخطط إرهابي يستهدف اتباع الطائفة الشيعية في المدينةالمنورة، وخطط للخروج إلى العراق، وتم إيقافه في العام 1429هجري، وخرج إلى مناطق الصراع في سورية في العام 1434هجري عبر الكويت وتركيا، وفي سورية وانضم إلى داعش وتلقى الإعداد والتدريبات اللازمة ليقوم بأعمال إرهابية داخل المملكة، وتم تصديره مرة أخرى إلى المملكة العربية السعودية من سورية إلى السودان ومن ثم إلى اليمن ثم جازان واستقر في خميس مشيط فترة ثم توجه إلى ضرما». وقال العميد عطية إن «الأوامر والتعليمات التي كانت لدى الموقوف عقاب كانت من رموز داعش في سورية أن يقوم بإنشاء قاعدة لإدارة العمليات الإرهابية في ضرما، حيث كانت ضرما هي مصنع لصناعة الأحزمة الناسفة والمتفجرات وتدريب الانتحاريين الميدانيين».