فشل المنتخب السعودي للمرة الثانية على التوالي في بلوغ نهائيات كأس العالم، وخروجه هذه المرة من الدور الثاني من التصفيات، تأكيد لاستمرار حالة التراجع التي تسجلها كرة القدم السعودية منذ سنوات. إخفاق المنتخب في تجاوز أستراليا مشكلة لها امتداد تاريخي، وهي أكبر من أن نحمّلها المدرب ريكارد، أو نرجعها لتخاذل اللاعبين، أو تعصب الإعلام الرياضي وارتمائه في أحضان الأندية، أو توقيت مشاركة ياسر القحطاني التي وصفها البعض -ذات تعصب- بالنحس! دعونا نسترجع الخط البياني لأداء المنتخب في السنوات الأخيرة، ثم لنوسع النظرة قليلاً ونضع نتائج الرياضة ككل في سياق المنجز العام المتقهقر! سنكتشف أن المنتخب ملمح صغير ينتمي للمشهد الكلي..عمل فردي، ارتجالي، اجتهادي، وعند الحسم نريد كل شيء على ما يرام! التاريخ يقول إن المنتخب السعودي حقق أفضل نتائجه بإمكانات أقل مما هو متاح اليوم! اليوم وفرة إمكانات وتردي نتائج! ماذا يعني هذا؟ يعني أن هناك خللاً في طريقة إدارة الإمكانات، وتوظيف الأدوات! للإنصاف، مخرجات عمل الرئاسة العامة لرعاية الشباب لا تختلف عن أي جهاز حكومي آخر، لكن قدرها أنها مؤسسة مفتوحة، عملها تحت المجهر، ونتائجه ملموسة من الجميع، والإعلام يمارس تجاهها الحد الأعلى المتاح من النقد. هذه المعطيات تجعل من الرئاسة العامة لرعاية الشباب عينة مناسبة جداً تمثل كل أجهزة الدولة في بحث علمي، يشخص المشكلات، ويقف على مكامن الخلل، ويصف العلاج!