بشغفٍ كبيرٍ يترقب السعوديون والعالم بأسره «رؤية المملكة المستقبلية» التي سيعلنها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، اليوم، لتدخل المملكة مرحلة تحول جديد، من خلال تنويع مصادر دخل الاقتصاد الوطني السعودي، والاستعداد لعصر ما بعد النفط. وتشمل الرؤية الجديدة لمستقبل المملكة عديداً من البرامج التنموية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها من البرامج، ومنها إنشاء أضخم صندوق للثروة السيادية في العالم، الذي سيصل حجمه إلى تريليوني دولار، بعد الاكتتاب في 5% من أسهم أكبر شركة نفطية في العالم (أرامكو السعودية) وتحويلها إلى تكتل صناعي وشركة متخصصة في إنتاج الطاقة بدلاً من النفط والغاز فحسب. ووصف ولي ولي العهد الإصلاحات، التي سيعقبها برنامج ضخم للتحول الوطني بعد نحو شهر أو 45 يوماً، في مقابلة مع «ذي إيكونومست» في 6 يناير الماضي أن التحولات السعودية المرتقبة أشبه بالتغييرات التي أحدثتها مارجريت تاتشر في بريطانيا إبّان الثمانينيات. وكان ولي ولي العهد كشف في مقابلتي «بلومبرج» بعض ملامح المستقبل المُبهر للمملكة عبر خطط عملاقة منها إنشاء صندوق سيادي سيكون الأضخم عالمياً لإدارة ما قيمته تريليونا دولار استعداداً لما بعد النفط. وطرح أسهم «أرامكو» وتحويلها إلى تكتل صناعي وشركة متخصصة في إنتاج الطاقة بدلاً من النفط والغاز فحسب. وخطة لتصبح «أرامكو» أكبر شركة للتكرير متجاوزةً «إكسون» من خلال التوسع في آسيا ومزيد من إنتاج البتروكيماويات. وتحويل أسهم أرامكو إلى صندوق الاستثمارات العامة بعد الطرح. وإسهام تحويل أسهم «أرامكو» إلى الصندوق السيادي في مساعدة المملكة فنيّاً لتستفيد من الاستثمارات كمصدر للدخل بدلاً من النفط. وإعادة هيكلة صندوق الاستثمارات العامة، وتبقى فقط الإعلان عن الشكل الجديد للصندوق. ورفع نسبة الاستثمارات العالمية لصندوق الاستثمارات العامة إلى 50%. ودراسة فرصتين استثماريتين في القطاع المالي لصندوق الاستثمارات العامة خارج المملكة. وإنشاء شركة مقاولات كبيرة تحت «أرامكو» لتنفيذ مشاريع في المملكة. وعلقت «بلومبرج» على الحوار قائلة إن ولي ولي العهد رسم ملامح رؤيته لصندوق الاستثمارات العامة الذي سيدير في نهاية المطاف تريليوني دولار ويساعد على إنهاء اعتماد المملكة على النفط، وسيكون للصندوق السيادي الذي سيؤدي دوراً رئيساً في الاقتصاد والاستثمار في الداخل والخارج القدرة على شراء شركات «أبل» و»جوجل» و»مايكروسوفت» و»بيركشاير هاثاواي». (أكبر شركات مدرجة في البورصة على مستوى العالم). وذكرت مجلة «ذي إيكونومست» البريطانية أمس الأول أن التحولات الجديدة محل ترقب شديد من السعوديين الذين يريدون لبلادهم أن تكون بمأمن من تقلبات النفط. ووصفت المجلة أفكار الأمير محمد بن سلمان لإصلاح الاقتصاد بأنها مثيرة جداً. ويتوقع أن تنطوي الرؤية الجديدة على برامج مدروسة بعناية لخصخصة مرافق الصحة والتعليم، ومرافق حكومية أخرى، ما سيتطلب نهوض القطاع الخاص لمستوى المسؤوليات الجديدة، لتقديم خدمة أفضل للمواطنين والمستثمرين. وكتبت صحيفة «واشنطن بوست»، أمس أن مقابلتي «بلومبرج» و«ذي إيكونومست» مع ولي ولي العهد تنمان عن أفكار «رجل الألفية الجديدة الذي يحدد مسار السعودية للمستقبل». وأكدت أنه مصمم على تعزيز الثقة الدولية بالمملكة. وأشارت إلى أن رؤية الأمير محمد بن سلمان لبلاده تتضمن القضاء على البيروقراطية الحكومية التي عانى منها السعوديون والمستثمرون على مدى عقود.