عاد الاتفاق إلى دوري الأضواء بعد غياب دام موسمين، إثر فوزه الثمين على ضيفه الطائي بهدفين مقابل هدف مساء أمس الأول على استاد الأمير محمد بن فهد في الدمام، ضمن الجولة الأخيرة من دوري أندية الدرجة الأولى للمحترفين. وجاءت عودة الفريق الاتفاقي إلى دوري جميل للمحترفين، تتويجا للجهود الكبيرة التي بذلت من قبل مجلس الإدارة برئاسة خالد الدبل، الذي تولى مقاليد الأمور الإدارية في ظروف صعبة، لكنه نجح في تحقيق حلم الجماهير الاتفاقية بإعادة الفريق إلى مكانه الطبيعي بين الكبار. وكان الفريق الاتفاقي قد تغيب عن أضواء الدوري الممتاز شأنه شأن بقية أندية الدمام والخبر والظهران عام 2014، بعد هبوطه إلى دوري الدرجة الأولى بخسارته من الأهلي 1/2 في الدقائق الأخيرة من المباراة التي جمعت الفريقين في الجولة الأخيرة للدوري في الرابع من إبريل عام 2014. وتساوى الاتفاق وقتها مع الشعلة برصيد النقاط (26 نقطة لكل منهما)، لكن الشعلة ضمن البقاء بتفوقه على الاتفاق في المواجهات المباشرة، حيث تعادل الفريقان سلبا في الدمام، بينما فاز الشعلة على ملعبه في الخرج برباعية نظيفة. وشكل هبوط الفريق الاتفاقي صدمة كبيرة لجماهيره التي تضع ثقتها في الإدارة والجهاز الفني واللاعبين لتعديل الأوضاع، وتفادي شبح الهبوط، وما زاد من صدمة الاتفاقيين أن الهبوط جاء بالنيران الصديقة وتحديدا في الدقائق الأخيرة من عمر المباراة. وتعددت أسباب هبوط الاتفاق إلى دوري الدرجة الأولى قبل موسمين، وأبرزها التعاقدات الكثيرة وغير المدروسة التي أبرمتها إدارة النادي في بداية الموسم وفشلها في إثبات جدارتها في تمثيل الفريق الاتفاقي، وكذلك كثرة تغيير المدربين، حيث تعاقب على تدريب الفريق ثلاث مدارس تدريبية مختلفة، فالبداية كانت مع الألماني ثيو بوكير الذي كان أول الراحلين عن دوري جميل للمحترفين في موسم 2013/2014، ثم جاء المدرب الصربي جوران الذي أخفق في قيادة الفريق إلى بر الأمان، وأخيرا استعانت الإدارة بمدرب الفريق السابق الروماني إيوان مارين، حيث كانت تنظر إليه إدارة الاتفاق على أنه طوق النجاة الذي بإمكانه إنقاذ الفريق من الغرق، لكن إيوان لم يفلح في إصلاح ما أفسده الدهر كونه جاء في وقت متأخر من الموسم. وبعد محاولات لم يكتب لها النجاح في موسمه الأول في دوري أندية الدرجة الأولى للمحترفين، تولت مجموعة «الاتفاق الجديد» برئاسة خالد الدبل إدارة النادي خلفا لعبدالعزيز الدوسري «الرئيس الذهبي» الذي ترك النادي في أغسطس عام 2015 بعد مشوار امتد لأكثر من 38 عاما حقق خلالها الاتفاق11 بطولة من أصل 13 بطولة للنادي على مدار التاريخ. وضمت إدارة الاتفاق برئاسة خالد الدبل مجموعة كبيرة من الشباب، وحظيت بدعم كبير من قبل أعضاء مجلس الإدارة، وكذلك من قبل شريحة واسعة من الجماهير الاتفاقية. ومنذ بداية الموسم الرياضي الحالي، وضعت إدارة النادي برئاسة خالد الدبل أهدافا طموحة لإعادة فارس الدهناء إلى مكانه الطبيعي، وعلى الرغم من أن مسيرة الفريق تأرجحت كثيرا في الدور الأول للدوري، إلا أنها كانت واثقة من أن الفريق سيكون في الموعد المناسب في نهاية الموسم. وتسبب تأرجح مستويات ونتائج الاتفاق في الدور الأول في ابتعاده كثيرا عن مراكز المقدمة، لكن الوضع تغير تماما في الدور الثاني الذي قدم فيه فارس الدهناء مستويات ونتائج منافسة وضعته في مركز يواكب طموحات جماهيره، ويقربه أكثر من حلم الصعود. ورفعت العودة القوية للفريق الاتفاقي في الدور الثاني من سقف طموحات عشاق ومحبي فارس الدهناء، وجاءت المباراة الأخيرة أمام الطائي لتشكل ملحمة كبيرة كان فيها الاتفاقيون على قلب رجل واحد حتى تحقق الحلم في الدقائق الأخيرة بهدف سيظل خالدا في ذاكرة النواخذة. ولم تأت عودة الاتفاق إلى دوري جميل للمحترفين بالصدفة بل كانت واقعا طبيعيا لفريق كبير يحفل سجله بعديد من الإنجازات والبطولات، وأبرزها حصوله على لقب بطولة الدوري مرتين، وكأس ولي العهد مرة واحدة، وكأس الاتحاد «مسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد حاليا» ثلاث مرات. وتعاقب على مسيرة نادي الاتفاق عدد كبير من أبرز المدربين سواء الوطنيين أو الأجانب، وفي مقدمتهم عميد المدربين الوطنيين خليل الزياني، كما قدم النادي عديدا من النجوم للكرة السعودية ومنهم صالح خليفة، عيسى خليفة، جمال محمد، أبو حيدر، عبدالله صالح، زكي الصالح، عادل الصالح، وسلمان نمشان، مبارك الدوسري، سامي جاسم، عمر باخشوين، حمد الدبيخي، مروان الشيحة، سعدون حمود، عبد الحليم عمر، سمير هلال.