إن استمر الحال على اللجوء لتعليق الدراسة كلما لاحت في السماء سحابة أو ترددت أنباء عن موجات غبار فإن أيام الدراسة ستكون أقل من الإجازات، وستكون علاقة الطلاب بمدارسهم متقطعة. ويمضون يوماً على الأقل بعد إجازة في تحايا زملائهم واستذكار ملامح معلميهم أما المناهج فتضيع في هذه المتاهة فكلما انطلقوا في درس قطعته عطلة منتظمة أو طارئة فلا يكون هناك كبير فرق بين الكسالى والمجتهدين فجميعهم لايتلقون جرعة تعليمية كافية. اللافت أن صلاحيات مديري التعليم التي تمنحهم مساحة أكبر للحركة لم تتجاوز حتى الآن، سوى قرارات التعليق ولم تصل لب العملية التربوية وتحسين أدواتها بما يتفق مع تطلعات كل مديثر وطموحاته، وتضيف خبرات ذكية تكون رافداً إيجابياً، وتكشف المهارات الخاصة لكل إدارة. تعليق الدراسة ليس مجرد حرص على الطلاب بل يكشف البنية المتهالكة لكثير من المدارس التي لا تحجب غباراً أو تحمي الأطفال من تسرب المياه، ومن هنا فالغاية ليست حماية الأطفال بل إنقاذ سمعة الوزارة حتى لا تكون فصولها معبراً مباشراً للمستشفيات. لم يكن غبار السبت يستحق التعليق وطالما شهدت البلد موجات مشابهة من غير أن تخطر فكرة التعليق على أحد لأن مضارها على المدى الطويل هو هشاشة التعليم وشيوع الكسل والإرباك الخطير تربوياً لأنها أيام لايمكن تعويضها ولا يلام الطلاب، بعدها، على ضعف تحصيلهم إن استمر الحال فلن يكون هم الطلاب حصد العلامات بل ترقب تعطيل الدراسة، ثم أن الأهالي قد يسبقون الوزارة في التعطيل لأنهم يتضررون من الغياب كلما اضطروا لجلب أطفالهم من المدارس المغبرة. بعد هذا كله فإن الطلاب، اليوم، هم جيل الغبار والمطر ولعلهم يصبحون خبراء في الأرصاد إن فشلت دراستهم.