استيقظ سكان العاصمة الرياض أمس، على موجة من الغبار الكثيف دهمت المدينة قبيل الفجر وغطت سماءها وحجبت الرؤية الأفقية إلى أقل من 100 متر في ساعات الصباح الأولى قبل أن تنجلي تدريجيا في الفترة المسائية، فيما دفعت الموجة مديري المدارس لممارسة صلاحياتهم بتعليق الدراسة. وخلال جولة "الوطن" على عدد من المدارس، لوحظ إحجام الكثير من الطلاب عن الدوام بسبب الغبار الكثيف، حيث فضل أولياء أمورهم غياب أبنائهم خوفا من تعرضهم للأذى أو الوعكات الصحية. وعلّق الخبير الفلكي، عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك الدكتور خالد الزعاق ل"الوطن" أمس على هذه الموجة، قائلا إن ما يحدث من تقلبات عنيفة هو مخاض ولادة موسم العقرب الثالثة والأخيرة المسماة ب"الدسم"، والتي ستحل اليوم معلنة نهاية "عقرب الدم" التي ودعتنا بموجتي برد وغبار، لافتا إلى أنه ابتداء من بعد غد سنشعر بالدفء لمدة 13 يوما لينتهي بذلك موسم البرد نهائيا بعد انقضاء فترة العقرب، التي سميت بالدسم لتواؤمها مع فترة الربيع. من جهتهم، أوضح عدد من مديري المدارس ل"الوطن"، أن من صلاحيتهم تعليق الدراسة في حالة الحاجة لذلك، مؤكدين أنهم سارعوا بإجراء اتصالات هاتفية بأعضاء اللجان المشكلة بمدارسهم واستشارتهم عن مدى الحاجة لتعليق الدراسة، فكان هناك اتفاق بالإجماع على ضرورة غياب الطلاب والطالبات. وفي محافظة الخرج، علقت الدراسة أمس بمدارس المحافظة ومراكزها بعد موجة الغبار التي اجتاحتها فجرا، وذلك بناء على صلاحيات مديري ومديرات المدارس. وقال مساعد مدير التعليم الدكتور زيد الجليفي ل"الوطن"، إن تعليق الدراسة جاء حرصا على صحة الطلاب والطالبات، فيما أوضح مشرف الخدمات الإسعافية في مستشفى الملك خالد بالخرج حمد مسفر اليامي، أن المستشفى استقبل أكثر من 100 مريض متأثرين بموجة الغبار حتى ظهر أمس، وقدم لهم العلاج المناسب. إلى ذلك، تعرضت محافظات المنطقة الشرقية أمس لموجة غبار، وعواصف رملية، أثرت على الرؤية، وتسببت في توافد العديد من الحالات إلى المستشفيات من مرضى الربو والأمراض الصدرية الأخرى. وعلقت إثر ذلك الدراسة في محافظة الأحساء. وهبت أمس عاصفة رملية على محافظة الخفجي استمرت لساعات، وأدت إلى انعدام الرؤية. وأوضح عضو هيئة التدريس بقسم الجغرافيا بجامعة القصيم والمتخصص بالطقس والأرصاد الجوية الدكتور عبدالله المسند، أن العاصفة الترابية ضربت حفر الباطن والكويت بسرعة 40 كلم في الساعة، واتجهت نحو الجنوب الشرقي. وفي سياق آخر، ذكر مصدر في مرور محافظة الخفجي ل"الوطن" أنهم باشروا وقت العاصفة حادثين مروريين. وصرح مدير مستشفى الخفجي العام والمراكز الصحية بالخفجي سعد محمد الدوسري ل"الوطن" أمس أن قسم الطوارئ بالخفجي استقبل منذ إجازة نهاية الأسبوع الماضي حتى أمس 69 مريضا بالتهاب شعبي، و49 مريضا بالربو، و6 مصابين جراء حادث مروري، حيث تم تقديم الإسعافات لخمسة منهم وخروجهم في نفس الوقت. ومازال شخص آخر يرقد في المستشفى، إضافة إلى 26 مريضا بالتهاب شعبي، و24 مريضا بالربو منومين داخل المستشفى. ولا تزال الأحوال الجوية السيئة تسيطر على محافظة حفر الباطن تارة بالرياح الشديدة الباردة، وتارة بالغبار الكثيف الذي شل الحركة بشكل كامل مساء أول من أمس مما جعل أولياء الأمور يتوقعون صدور قرار بتعليق الدراسة أمس، وهذا ما نفاه مسؤول بتعليم حفر الباطن، مؤكدا أن صدور قرار التعليق له ضوابط محددة، ومن الممكن أن يقرره مدير أو مديرة المدرسة في حال ساءت الأحوال الجوية. إلى ذلك، أكد الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بحفر الباطن عبدالله العنزي أن عدد مراجعي الطوارئ بمستشفى الملك خالد والمراكز الصحية المنتشرة بالمحافظة بسبب موجة الغبار تجاوز 400 مراجع تم منحهم العلاج اللازم. وفي الأحساء، دفعت عاصفة من الغبار ضربت كافة مدن وقرى المحافظة أمس، مديري ومديرات المدارس إلى تعليق الدراسة في جميع مدارس المحافظة. وأوضح مدير عام التربية والتعليم في الأحساء أحمد بن محمد بالغنيم في تصريح إلى "الوطن"، أن مديري ومديرات المدارس، طبقوا صلاحية تعليق الدراسة لمدة يوم واحد، مؤكدا أن إدارته تتواصل بشكل مستمر مع الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة من خلال الموقع الإلكتروني للرئاسة والمخاطبات الرسمية. إلى ذلك، توقع أستاذ قسم الفيزياء بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور على الشكري استمرار موجة الغبار طوال الأسبوع على المنطقة الشرقية. وأوضح الشكري في اتصال مع" الوطن" أن المنطقة تعيش حالة من التقلبات الجوية وعدم الاستقرار نتيجة اختلاف الضغط الجوي.