يعيش الطلاب الكسالى، من الجنسين، زمنهم الذهبي، فبعد أن كانوا، تاريخياً، عدو الوزارة الأول، أصبحوا اليوم أبناءها الخلص، والأكثر ولاءً لها لكثرة ما تفاجئهم بالإجازات الكثر. وأصبح الرابط العضوي بين مسؤولي الوزارة وطلابها أنهم جميعا يعتبرون نهاية السنة الدراسية باب الفرج وبداية الراحة! اليوم قبل ان يستذكر الطلاب دروسهم يتتبعون الأخبار بحثاً عن إجازة مرتقبة خاصة كلما لاحت في السماء سحابة أو تناثرت روائح غبار أو زار البلد وفود كبيرة. منذ حريق مدرسة «براعم الوطن» تلبست وزارة التربية حالة رعب، واعتمدت خطة تربوية جديدة هي «تعليق الدراسة» حتى أن مديري ومديرات المدارس يتسابقون في تطبيق هذه السياسة عند أي بادرة خوف وهي كثيرة ومتعددة الأسباب، مما يجعل من المنطقي أن يكون اسمها «وزارة التربية والتعليق»! في كل أنحاء العالم يبدأ الطالب عامه الدراسي وهو يعرف إجازاته مسبقا، أما محليا فإنه قد ينهي سنته بنصف المدة مثل السجناء الذين يحصلون على عفو مبكر، إلا أن السجناء يحققون ذلك عبر حسن السلوك وحفظ القرآن في الوقت الذي يزداد فيه عدد الكسالى ضرورة لا اختياراً! هذه السياسة المبتكرة تكشف التراخي الكبير في تهيئة المدارس، وبطء بناء مدارس مؤهلة، كما تظهر مدى ضعف وهشاشة الكثير من المدارس القائمة وأنها لا تتحمل أي خلل مناخي مهما كان بسيطا مثل البيوت المحمية التي تموت نباتاتها حال تبدل درجة الحرارة الموزونة، ولعل الوزارة تبتكر، مستقبلاً، الدراسة المنزلية عبر شبكات التواصل أو من خلال محطات خاصة لتريح وتستريح خصوصا أن الحوداث المتوالية ترهق مسؤوليها بالزيارات والجولات، وتحرجهم بتصريحات قد يندمون عليها حين لا ينفع الندم. مشكلة الوزارة أنها تواجه الأمطار والعواصف بالتعليق، أما الحرائق فلا حل لها سوى أن تقطع الكهرباء عن المدارس وتمنع استخدام الأوراق وتبتكر تصميما للملابس مقاومة للحريق. يا ترى ما مستقبل تعليم للكسالى فيه الحظوة الكبرى؟